الثلاثاء، 18 مارس 2014

الهرم وسر قواه الخارقة

الهرم وسر قواه الخارقة

فلم باتجك سلافيسا
غلاف كتاب "30 ظاهرة خارقة حيرت العلماء"
لقد تغيرت صورة هرم الجيزة الأكبر .. هرم خوفو ..
بقى في مكانه لآلاف السنين ، لا نعرف عنه سوى أ،ه بني ليكون مقبرة لفرعون منذ حوالي خمسة آلاف سنة ، وأن مساحة قاعدته إثنا عشر فدانا ونصف تقريبا ، وعدد الحجارة التي بني بها يبلغ 2300000 حجر ، ومتوسط وزن كل حجر منها 2.5 طن .. نظر إليه العالم كواحدة من عجائب الدنيا السبع ، وقال هيرودوت إن مائة ألف عامل بنوا هذا الهرم على مدى عشرين عاما ..
فما الذي إستجد حتى تصدر خلال السنوات الأخيرة عشرات الكتب العلمية التي تتحدث عن الهرم ؟ .. ما الذي دفع مئات العلماء في جميع أنحاء العالم الى الانشغال بالبحث عن سر الهرم .. يستخدمون في ذلك احدث الاجهزة الالكترونية الحديثة ؟ .. وما هو سر آلاف النماذج الصغيرة للهرم التي تحتل مكانها الدائم في معامل البحث العلمي ؟ .. وما خقيقة النتائج العلمية التي يعلن عنها الباحثون كل يوم في انحاء الأرض حول الخصائص الخارقة للهرم .. وحول مجال الطاقة الخاص الذي يخلقه شكل الهرم في داخله مما يؤثر تأثيرا خاصا وقويا على الاحياء والنبات والجماد ؟! ..
عزيزي القارئ .. جميع هذه الأسئلة المثيرة والمشوقة ستجد لها جوابا في هذا الكتاب الشيق لمؤلفه المبدع الأستاذ راجي عنايت .. نتمنى لك وقتا طيبا مع فصوله وصفحاته .
لتحميل الكتاب (الحجم 1.37 ميغابايت) انقر على الرابط هنا

http://www.kabbos.com/book/pyramid01.rar

الرحلات المفقودة عند مثلث برمودا

الرحلات المفقودة عند مثلث برمودا

غلاف كتاب "30 ظاهرة خارقة حيرت العلماء"
مثلث جهنمي عجيب دارت حوله لعقود طويلة العديد من القصص المخيفة عن سفن وطائرات اختفت داخله من دون أن تترك خلفها أي اثر حتى صار المسافرون عبر مثلث الرعب هذا يكتمون أنفاسهم ما أن يلجوا عبابه خوفا من أن يلاقوا مصيرا مجهولا كذلك الذي واجهه من قبل العديد من الأشخاص المختفين في هذه المنطقة البحرية والذين لم يعرف مصيرهم حتى اليوم.
هذا الكتاب يتطرق الى بعض الرحلات التي اختفت داخل مثلث الرعب والتي منحته سمعته السيئة حول العالم.
الكتاب من تأليف مروة عماد الدين

القصة الحقيقية لأشهر فتاة مسكونة

القصة الحقيقية لأشهر فتاة مسكونة


فتاة المانية في ريعان الشباب و مفعمة بالأمل تتحول حياتها فجأة الى جحيم لا يطاق عندما تتقمصها الارواح الشريرة و تستلب منها روحها و أرادتها ، انها اناليس ميشل ، الفتاة التي تحولت في نظر البعض الى قديسة حاربت الشيطان و انتصرت عليه ، تعال معي عزيزي القاريء لنتعرف على اشهر قصة في العالم لفتاة تقمصها الجن.
ملاحظة : في هذا الموقع دأبنا دوما على تجنب الأثارة الرخيصة و التعامل مع الحقائق فقط و لهذا السبب فنحن لا نؤكد و لا ننفي هذه القصة فهناك البعض يؤمن بظاهرة التقمص و هناك اخرون (اطباء و باحثون) يؤكدون ان حالات التقمص ما هي الا امراض نفسية يمكن علاجها عن طريق جلسات العلاج النفسية و الادوية.
هذه القصة هي من اشهر قصص التقمص في العالم و تم عرضها في عدد من افلام الرعب الشهيرة ، لمعرفة المزيد عنها ما عليك سوى كتابة "Anneliese Michel " في اي محرك بحث.

كان جسدها مسكونا بستة ارواح او اكثر !!

الى اليمين صورة اناليس ميشل عندما كانت سليمة و الى اليسار صورتها المرعبة بعد ان تقمصها الجن
ولدت اناليس ميشل في احدى بلدات مقاطعة بافاريا الالمانية عام 1952 لعائلة كاثوليكية متدينة و عاشت حياة طبيعية حتى سن السادسة عشر حيث ظهرت عليها فجأة بعض الاعراض الغريبة كالأرتجاف الشديد و عدم السيطرة على حركات بعض اجزاء جسمها لذلك قام والديها بأدخالها الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم و لكن حالتها استمرت بالتدهور و بدأت تشاهد اطياف لوجوه غريبة تحدق بها و تسمع اصواتا و صرخات مرعبة في رأسها تقول لها بأنها "ستحترق في جهنم" ، خلال جلسات العلاج النفسية اخبرت اناليس طبيبها بأن جسدها مسكون و ان الاصوات الغريبة بدأت تأمرها بأن تؤدي بعض الاعمال التي لا تود القيام بها ، لكن طبيبها فسر كلامها على انه مجرد هلوسة مما جعل اناليس تفقد الامل في العلاج الطبي و بدأت تلتمس الحصول عليه عن طريق جلسات طرد الارواح الكنسية.
قام والديها بالألتماس لدى عدة قساوسة للقيام بعملية اخراج الجن من جسدها الا ان طلبهم رفض لمرتين و ذلك لأن للكنيسة معايير خاصة للأعتراف بأن شخصا ما قد مسه الجن و من اهم هذه المعايير او الشروط هو ان يبدي الشخص كرها شديدا و نفورا عميقا من الرموز الدينية او ان يتكلم بلغة اجنبية ليس له او لأي شخص من عائلته اي المام بها او او ان يحوز على قوى خارقة غريبة.

بدأت حالة اناليس تسوء اكثر ، اخذت تسب و تشتم افراد عائلتها و تعض من يحاول الاقتراب منها كما بدأت تمتنع عن تناول الطعام لأن الجن الذي يسكنها يمنعها من ذلك و صارت تمزق ملابسها و تنام على الارضية و تلتهم العناكب و الذباب ، و اصبحت تصرخ بهستيرية لساعات و تحطم اي صليب تقع يدها عليه و تمزق صور المسيح و تكسر اواني الزهور و الورود كما انها بدأت تجدع و تقضم اجزاء من جسدها و تتبول على ارضية الغرفة و تشرب بولها احيانا.

نظرا لسوء حالتها وافقت الكنيسة اخيرا على اجراء جلسات لطرد الجن من جسدها و خلال عامي 1975 – 1976 تم اجراء جلسة او جلستين اسبوعيا لأناليس التي اخبرتهم خلال هذه الجلسات بأن جسدها مسكون من قبل ستة ارواح شريرة او اكثر من بينها روح قابيل و نيرون و هتلر.
رغم ان اناليس بدأت تشعر ببعض الراحة بعد جلسات الكنيسة الا انها لم تشفى تماما و كانت تتعرض بصورة مستمرة الى نوبات هستيرية شديدة تشبه الصرع يتجمد جسمها خلالها كالمصاب بالشلل و تفقد الوعي ، استمرت جلسات طرد الجن في الكنيسة لعدة اشهر و غالبا كان يحضرها نفس الاشخاص المكونين من القساوسة و والدا اناليس و احيانا بعض المصلين. قام القساوسة بتسجيل وقائع الجلسات على 40 شريطا صوتيا خلال فترة عشرة اشهر و كانت اناليس احيانا تخرج عن السيطرة خلال الجلسات مما يحتاج لثلاثة رجال اقوياء ليسيطروا عليها رغم ان وزنها اصبح لا يتعدى الاربعين كيلوغرام و احيانا كانوا يضطرون لتقييدها بالسلاسل.
اخر جلسة تم اجرائها كانت في 30 تموز 1976 و كانت اناليس خلال هذه الفترة قد انهكت تماما حيث كانت تعاني من ذات الرئة و من حمى شديدة كما كانت قد اصبحت في منتهى الضعف و النحول جراء امتناعها عن تناول الطعام لفترة طويلة و كانت اخر جملة لها خلال جلستها الاخيرة هي "اتوسل من اجل المغفرة" ، و في مساء ذلك اليوم التفتت اناليس الى امها للمرة الاخيرة و قالت بصوت متهدج "اماه ، اني خائفة" و كانت هذه هي اخر كلماتها اذ فارقت الحياة في نفس الليلة.
تسجيل نادر جدا و حقيقي تم عرضه اثناء المحاكمة و يسمع فيه صوت الجن الذين زعموا انهم تقمصوا جسد الفتاة اثناء محاولة القس اخراجهم من جسدها
قامت الشرطة بأعتقال القسيين اللذين اجريا جلسات طرد الجن و كذلك والدي اناليس بتهمة الاهمال المؤدي الى الموت فحسب تقرير الشرطة فأن السبب الرئيسي لموت اناليس كان الجوع نتيجة امتناعها عن تناول الطعام و خلصت الشرطة بأنه لو تم اجبار اناليس على تناول الطعام قبل اسبوع من وفاتها لكان بالأمكان تفادي موتها ، اثناء المحاكمة قالت اخت اناليس بأن شقيقتها الراحلة كانت تكره المستشفى لأنهم يجبروها على تناول الادوية و الطعام كما تم عرض بعض الاشرطة التي سجلت لأناليس خلال جلسات الكنيسة و التي تحوي على بعض الجمل او العبارات الغريبة و منها على سبيل المثال حوار اشبه بالجدال بين اثنين من الجن حول ايهم عليه ترك جسد اناليس اولا و كانا يتكلمان بصوت رجولي و بلهجة غريبة. الا ان الطبيب النفسي الذي جلبته المحكمة ليحلل علميا حالة اناليس قال انها كانت تعاني من حالة اضطراب نفسي شديد و انه كان من الممكن انقاذها من الموت لو تم احضارها الى المستشفى قبل اسبوع من وفاتها و بناء على ذلك فقد وجدت المحكمة والدا اناليس و كذلك القساوسة مذنبين و حكمت عليهم بستة اشهر من السجن مع التعليق لكل منهم.
بعد وفاتها اصبحت اناليس بمثابة القديسة في نظر الكثيرين و اصبح قبرها مزارا للكثير من الزوار كما ان حياتها و قصتها اصبحت مثار اهتمام كبير و تم تصوير عدة افلام مستوحاة من قصتها لعل اشهرها هو الفيلم الامريكي " The Exorcism of Emily Rose " المنتج عام 2005 .
هذه القصة نشرت لأول مرة بالعربية في موقع مملكة الخوف بتاريخ 05 /08 /2008

.. القصة العجيبة لأشهر منزل مسكون في انكلترا

أشباح الماضي .. القصة العجيبة لأشهر منزل مسكون في انكلترا


في إحدى المناطق القصية و المنعزلة من انكلترا انتصب يوما ما منزل قديم نسجت حوله الكثير من القصص ‏المخيفة فتحول إلى قبلة للباحثين عن المغامرات الروحانية و كتبت عنه أشهر الجرائد الانكليزية آنذاك , منزل ‏دار حول قصته جدل واسع بين فريقين احدهما مؤمن بصدق القصة و يقدم الكثير من الشهود و الأدلة لدعم وجهة ‏نظره و فريق أخر يكذبها جملة و تفصيلا و له أيضا حججه و أدلته , و قد تكون النهاية المأساوية التي انتهى إليها ‏المنزل قد ساهمت في إسباغ المزيد من الغموض عليه و رفعت من حدة الجدل الدائر حوله مما جعله يستحق ‏بجدارة لقب أشهر منزل مسكون في انكلترا.

راهبة دفنت و هي حية فبقي شبحها لقرون يبحث عن الراحة و السكينة

صورة قديمة لمنزل بورلي المسكون
منزل راعي الأبرشية في بورلي (Borley Rectory ) هو منزل متوسط الحجم كان يستعمل لسكن راعي الأبرشية و عائلته و قد تم تشييده عام 1863 في بقعة من الأرض كانت يقوم عليها في السابق بناء أخر اندثر منذ زمن بعيد , و المنزل يقع بالقرب من كنيسة قديمة أنشئت في القرن الثالث عشر و تعتبر من ابرز معالم بلدة بورلي الصغيرة الواقعة في مقاطعة ايسكس الانكليزية , و تتألف البلدة الضاربة في القدم من عدة بيوت ريفية تفصل بينها مساحات خضراء واسعة و تنتشر في محيطها أطلال بعض القصور المهجورة و الأديرة القديمة التي تعود الى حقبة العصور الوسطى , الحياة في البلدة هادئة و رتيبة حالها في ذلك حال اغلب البلدات النائية و المنعزلة في الريف الانكليزي و ربما كان الشيء الوحيد الذي يكسر هذا الروتين في بلدة بورلي هو حكايات الأشباح و الأماكن المسكونة الغامضة التي ترويها العجائز في ليالي الشتاء الباردة و إحدى أشهر تلك الحكايات تتحدث عن قصة قديمة و مأساوية وقعت في البلدة منذ قرون و هي تدور حول احد رجال الدين الذي كان يعيش يوما ما في البلدة و ربطته علاقة حب مع إحدى الراهبات التي كانت تقيم في دير قديم يبعد سبعة أميال عن البلدة , و لأن علاقة من هذا النوع كانت تعتبر آثمة و مرفوضة في ذلك الزمان لذلك قرر العاشقان الفرار من البلدة بعد أن ذاع سر علاقتهما و خافا ان يتم معاقبتهما و قد حاول بعض أصدقاء القس تهريبهم ليلا بواسطة عربة تجرها الخيول لكن لسوء الحظ القي القبض على الجميع فحكم على القس بالموت شنقا و على أصدقائه الذين حاولوا تهريبه بقطع أعناقهم بالسيف , أما الراهبة فقد واجهت العقوبة الأشد إذ دفنوها و هي حية في جدار الدير , و منذ ذلك الزمان حدثت عدة أمور غريبة و غامضة , من حين لأخر كان بعض السكان يقسمون على أنهم شاهدوا شبح راهبة تتجول مسرعة في أرجاء البلدة , في حين زعم البعض أنهم شاهدوا عربة تجرها الخيول تسير بسرعة جنونية في الطرقات و يقودها شخصان قطعت رؤوسهم!.
إحدى مناطق البلدة التي امن السكان بشدة على انها مسكونة كانت البقعة التي بني عليها منزل راعي الأبرشية , فرغم تحذيره من قبل العديد من أهالي البلدة , أصر هنري بول راعي الأبرشية الجديد على ان قصص الأشباح في المنطقة ليست سوى خرافات لا أساس لها من الصحة , و سرعان ما انتقل للسكن في المنزل بمجرد ان انتهت أعمال البناء تصحبه عائلته الكبيرة المكونة من زوجته و أطفاله الأربعة عشر , و لم تمض على العائلة سوى أيام معدودة حتى بدئت بعض الأمور الغريبة تحدث داخل المنزل , كان أفراد العائلة يسمعون صوت خطوات مجهولة لشخص ما يتحرك على السلم صعودا و نزولا و رغم أنهم فتشوا جميع أرجاء المنزل إلا أنهم لم يعثروا على مصدر الصوت , و أحيانا كانت أجراس اليد المستعملة لمناداة الخدم ترن ليلا بدون أن يحركها احد , و في بعض الليالي كان أفراد العائلة يسمعون صوت أشخاص مجهولين يتهامسون بكلمات غير مفهومة في مكان ما من المنزل , لكن اغرب الحوادث على الإطلاق هي تلك التي وقعت في غروب احد الأيام و شاهدته أربعة من بنات العائلة, فبينما كن جالسات في الحديقة ظهر لهن فجأة شبح امرأة ترتدي ملابس راهبة و تقف على مسافة منهن تحت الأشجار , كانت تحدق إليهن و بدا وجهها شاحبا و باهتا بصورة مخيفة و كانت نظراتها باردة و غير مريحة , و عندما حاولت إحدى البنات التحدث إليها و الاقتراب منها اختفت فجأة و تبددت دون ان تترك أي اثر خلفها.
في عام 1892 توفى راعي الأبرشية هنري بول فتولى ابنه منصبه و استمر بالسكن مع زوجته في المنزل و استمرت كذلك الأمور الغامضة و الغريبة تحدث من حين لأخر حتى عام 1927 حيث توفى هنري بول الابن و أصبح المنزل خاليا لعدة أشهر , ثم تولى منصب راعي الأبرشية رجل دين جديد يدعى إيريك سميث و انتقل للسكن في المنزل مع زوجته و ابنته الوحيدة , و سرعان ما أخذت تتكشف لهم الأبعاد المخيفة لمحل سكنهم الجديد , ففي احد الأيام كانت السيدة سميث تنظف خزنة ملابس قديمة داخل المنزل عندما عثرت داخلها على كيس ورقي يحتوي على جمجمة بشرية تعود لامرأة شابة , و لم تمض مدة طويلة على هذا الحادث حتى بدئت تتكرر نفس الأمور الغريبة التي واجهتها عائلة القس السابق , خطوات مجهولة على السلالم و أصوات هامسة مبهمة إضافة إلى طرق غامض على الأبواب و النوافذ , و في إحدى الليالي زعمت السيدة سميث أنها شاهدت شبح عربة سوداء تجرها الخيول متوقفة أمام المنزل و يقودها سائق مقطوعة عنقه! كل هذه الأحداث الغامضة و المخيفة دفعت العائلة للاتصال بجريدة الديلي ميرر من اجل إجراء و نشر تحقيق عن المنزل على أمل ان يقرأه احد المتخصصين بطرد الأشباح فيساعدهم في التخلص منها , و قد أرسلت الجريدة احد صحفييها عام 1929 لرؤية المنزل و قام بكتابة عدة مقالات عنه أدت إلى جذب اهتمام الكثير الناس , و احد هؤلاء الذين أثارت المقالات فضولهم بشدة هو هاري بريس المتخصص في قضايا الروحانيات و ما وراء الطبيعة و الذي سرعان ما توجه لزيارة المنزل و اخذ يبحث في تاريخه و في طبيعة الأمور الغريبة التي تحدث داخله.
يبدو ان إيريك سميث و زوجته قد ضاقا ذرعا بالأشباح التي شاطرتهم سكنهم لعدة سنوات لذلك انتقلوا الى سكن ثاني في أواخر عام 1929 و أصبح منزل موبرلي خاليا مرة أخرى حتى عام 1930 حيث سكنه رجل الدين ليونيل فويستير و زوجته ماريانا , و ما ان تجاوز الزوجان عتبة المنزل حتى أخذت الأحداث الغريبة داخله تأخذ بعدا جديدا فأصبحت لسبب ما أكثر حدة و شراسة و بدء أفراد العائلة و أحيانا ضيوفهم يتعرضون للحبس داخل الغرف حيث تقفل عليهم الأبواب فجأة و تضيع المفاتيح و بدئت بعض قطع الأثاث تختفي و أخرى تتحرك من تلقاء نفسها و النوافذ تتعرض للكسر و في الليل كانت أصوات غريبة و مخيفة تتردد في جنبات المنزل , و كان أكثر الأشخاص تعرضا للحوادث هي الزوجة ماريانا حيث زعمت عدة مرات أن يدا خفية أسقطتها من فراشها و أنها تعرضت للرمي بالحجارة و القناني الفارغة كما بدئت فجأة تظهر كتابات و خربشات غريبة على جدران المنزل تطلب مساعدتها , و مع تزايد هذه الحوادث ازداد اهتمام الناس بما يجري داخل المنزل و أخذت اغلب الجرائد تكتب التحقيقات المطولة عنه و أصبح أشخاص مهتمون بالروحانيات من أمثال هنري بريس من زواره الدائمين , و كان السيد بريس يعتقد و يؤمن بشدة بأن المنزل تسكنه عدة أشباح و ان احدها هو شبح راهبة تم قتلها في هذه البقعة من الأرض.
الى اليمين صورة ماريانا فويستير و الى اليسار صورة ملتقطة في حديقة المنزل و يظهر داخل الدائرة الحمراء شكل ابيض لو دققت النظر فيه جيدا لرأيت راهبة بملابس بيضاء
في عام 1937 تركت عائلة فويستير منزل موبرلي فأستغل هاري بريس الفرصة و اقنع الجهة المالكة للبيت بمنحه مدة سنة كاملة ليجري تحقيقاته حول الأشباح التي تسكنه ثم قام بنشر إعلان في جريدة التايمز طلب فيه متطوعين للإقامة في مخيم قرب المنزل لغرض مراقبة الأشباح و سرعان ما تقدم المئات للمشاركة في هذا المخيم الا ان هاري بريس اختار منهم أربعين شخصا فقط , و بدء المتطوعين بمراقبة المكان على مدار الساعة مزودين بنواظير و كاميرات و قد تمكنوا فعلا من التقاط بعض الصور الغريبة تظهر فيها أشكال و أجسام غامضة تتجول داخل المنزل و حوله , ثم جاءت المفاجأة الكبرى عندما أعلن بريس ان إحدى المتطوعات و تدعى هيلين استطاعت التواصل روحيا مع شبحين من أشباح منزل موبرلي , كان الشبح الاول يعود لامرأة شابة ادعت ان اسمها هو ماري ليري و زعمت أنها كانت راهبة فرنسية تركت الدير و تزوجت من رجل انكليزي ثري و انتقلت للعيش معه في انكلترا و انه قتلها في عام 1667 و أخفى جثتها تحت قصره , و قد أثبتت السجلات التاريخية القديمة بأن شخصا ثريا اسمه هنري ويلدكراف كان حقا يسكن قصرا فخما في القرن السابع عشر في نفس البقعة التي بني عليها فيما بعد منزل موبرلي الا ان السجلات خلت من أي ذكر لأسم المرأة الشبح , و قد امن هنري بريس بأن هذا الشبح هو نفسه الذي رآه العديد من سكان البلدة و شاهدته أربعة من بنات هنري بول في حديقة المنزل و اعتقد انه للتخلص من شبح الراهبة يجب العثور على بقايا جثتها و دفنها في قبر حقيقي حسب المراسيم و الطقوس الدينية المتبعة , و لمدة الخمسة أشهر اللاحقة استمرت الاتصالات الروحانية عن طريق هيلين مع شبح الراهبة , لكن فجأة في ليلة 27 آذار / مارس 1938 ظهرت روح أخرى غاضبة , كانت الروح الجديدة تعود لرجل بدا في مزاج سيء و قال بأنه سيحرق المنزل في تلك الليلة من اجل أن تظهر عظام الراهبة المقتولة تحته , لكن المنزل لم يحترق تلك الليلة و إنما بعد سنة كاملة بالضبط أي في ليلة 27 آذار / مارس 1939 فعندما كان المالك الجديد للمنزل يحاول إفراغ بعض الصناديق سقط أرضا احد المصابيح النفطية فانتشرت النيران في أرجاء المنزل بسرعة و  التهمته , و جاءت المفاجأة الكبرى عندما خمدت النيران حيث تمكن هنري بريس من العثور تحت خرائب المنزل المحروق على عظام بشرية قديمة تعود لفتاة شابة!.
لعقود طويلة بعد احتراق و اختفاء منزل موبرلي احتدم جدل واسع حول حقيقة و طبيعة الأحداث التي جرت داخله , فظهر فريق من المؤيدين المؤمنين بأن المنزل كان مسكونا حقا بالأشباح و هذا الفريق استند في ادعاءاته إلى شهادة العديد من ساكني المنزل السابقين و كذلك الى قصص سكان بلدة موبرلي إضافة إلى بعض صور الشبح المزعومة و غيرها من الأدلة كالكتابات او الخربشات التي كانت تظهر بصورة غامضة على جدران المنزل.
اما فريق المكذبين و المشككين بالقصة فقالوا ان اغلب الأحداث التي جرت داخل المنزل تعود بالأساس الى تخيلات و أوهام بسبب طبيعة المنزل المنعزلة و كذلك بسبب التصورات المسبقة التي تختلج في نفوس ساكنيه و سببها القصص التي سمعوها عن المنزل و لذلك فأنهم يفسرون كل حركة او صوت داخله او في محيطه على انها تعود للأشباح فعلى سبيل المثال الأصوات الغامضة التي كانت تصدر منه هي على الأرجح صادرة عن الأخشاب القديمة و المتهالكة التي استعملت في بناء المنزل , كما يؤمن فريق المشككين بأن الكثير من الشهادات حول المنزل تمت فبركتها على يد هاري بريس الذي وصفوه بالدجال الذي استغل أحداث المنزل ليجني الشهرة و المال فالسيدة سميث التي سكنت المنزل عام 1927 قالت في تحقيق صحفي ان الأصوات و الكتابات على الجدران و الأحجار التي كانت تقذف على المنزل كانت تزداد عندما يتواجد هنري بريس و تكاد تختفي تماما مع رحيله , ثم جاءت ضربة أخرى اعتبرها البعض قاصمة لقصة الأشباح و ذلك عندما ادعت إذاعة البي بي سي البريطانية بأنها حصلت على اعتراف من السيدة ماريانا فويستير التي سكنت المنزل عدة سنوات حتى عام 1937 زعمت فيه بأنها فبركت اغلب الأحداث الغامضة في منزل موبرلي و ذلك للتغطية على علاقة جنسية سرية جمعتها مع احد الجيران و انها قامت باستغلال قضية الأشباح لخداع زوجها و إخافته (المسكين تعرض عدة مرات لجروح بسبب ضربات قوية سببتها حجارة و أشياء أخرى كانت ترمى عليه أثناء سيره ليلا و كان المغفل يعتقد ان الأشباح هي التي ترجمه بها .. الله على دهاء و كيد النساء!).
رغم الاعتراف المزعوم للسيدة ماريانا إلا أن ذلك لا يعطي تفسيرا مقنعا للأمور الغريبة التي حدثت داخل المنزل مع عدة عوائل سكنته على مدى ستة و سبعون عاما  فلا يعقل ان يكون جميع هؤلاء الأشخاص كاذبون خصوصا و ان الأحداث الغريبة بدئت تقع داخل المنزل قبل ان تنتقل السيدة فويستير إليه بأكثر من سبعين عاما , كما ان لغز احتراق المنزل بصورة غامضة و العظام البشرية التي وجدت تحت خرائبه ظلت بلا حل او تفسير حتى يومنا هذا فهل يعقل ان يكون هاري بريس قد فبرك الحريق و دس العظام تحت خرائب المنزل ليدعي فيما بعد بأنه وجدها هناك ,  جميع هذه الأسئلة بقيت بدون جواب و ربما لن يعثر على جواب لها أبدا خاصة بعد احتراق المنزل و اختفاء أثاره تماما , لكن الشيء المؤكد في هذه القصة هي أن أشباحه ستبقى تلهب خيال العديد من الناس و ستظل أحداثه الغريبة تمد الكثير من أفلام الرعب المشهورة بمادة دسمة لجذب المشاهدين و بث الخوف في قلوبهم.
هذه القصة نشرت لأول مرة بالعربية في موقع مملكة الخوف بتاريخ 26 /08 /2009

أشهر صور الأشباح وأكثرها إثارة للجدل

أشهر صور الأشباح وأكثرها إثارة للجدل


ربما تكون الصورة من أنجع الوسائل في إقناع الآخرين بصدق المزاعم حول قضية ما، ولهذا السبب غدت آلة ‏التصوير منذ اختراعها سلاحا فتاكا لغسل العقول وإرغامها أحيانا على القبول بما لا يمكن تصديقه، وقد برع في ‏استخدامها لهذا الغرض العديد من المحتالين والدجالين فتراكمت بمرور الزمن آلاف الصور المزعومة عن ‏الأشباح والصحون الطائرة والوحوش الخرافية. ورغم أن الخبراء اثبتوا أن اغلب هذه الصور مزيفة تم استخدام ‏حيل وتقنيات مختلفة في تركيبها، لكن هناك نسبة قليلة جدا، قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد، أصبحت مثارا لجدل ‏طويل بين من يعتقد بأنها مزيفة ببراعة كبيرة، وآخر يؤمن بأنها حقيقية. وقد اخترنا في هذه المقالة أشهر هذه ‏الصور مع ذكر قصة كلٌ منها تاركين الحكم حول مصداقيتها للقراء الأعزاء.‏
صور الأشباح .. هل هي حقيقة ام زيف ؟
في يوم ما من صيف عام 1826 التقطت أول صورة فوتوغرافية في تاريخ البشرية على يد الفرنسي جوزيف نيبس، ولم تمض سوى سنوات قليلة على ذلك التاريخ حتى حدثت طفرات هائلة في مجال التصوير الفوتوغرافي (أول صورة ملونة التقطت عام 1861) فتوصل المصورون الأوائل إلى تقنيات متطورة في حيل تركيب ودمج الصور مع بعضها، وهكذا ظهرت أولى صور الأشباح في التاريخ وشهدت رواجا منقطع النظير بين الناس البسطاء والسذج في أواخر القرن التاسع عشر الذين آمنوا بأنها صور حقيقية وأن آلة التصوير (الكاميرا) بإمكانها التقاط صور الأشباح حقا!، وهي فرضية روج لها البعض رغم انه لا يوجد أي دليل علمي يثبت صحتها.
من صور الاشباح المزيفة التي شهدت رواجا كبيرا قبل قرن من الزمان
المبيعات الكبيرة التي حققتها صور الأشباح والشهرة التي حاز عليها مصوريها صارت حافزا لظهور الآلاف من هذه الصور خلال المائة والخمسون عاما المنصرمة. ويمكنك عزيزي القارئ الاطلاع على بعض هذه الصور بمجرد كتابة كلمة "Ghost " في أي محرك بحث انترنيتي. وبالطبع اغلب هذه الصور تمت فبركتها بسذاجة بحيث يمكن إدراك زيفها من النظرة الأولى، لكن هناك أيضا القليل منها تم إعداده بعناية كبيرة إلى درجة إن زيفها ربما انطلى حتى على خبراء التصوير المحترفين.
أن القبول بحقيقة أي صورة شبحية يخضع لمعايير عديدة، منها على سبيل المثال طبيعة المكان الذي التقطت فيه الصورة .. هل التقطت في مكان تكثر فيه قصص الأشباح ؟ هل التقطت عن طريق الصدفة ؟ هل كان هناك شهود ؟ من الذي التقط الصورة ؟ هل هو مصور محترف أم شخص عادي ؟ .. الخ. وبتطبيق هذه المعايير، إضافة طبعا للجوانب التقنية والاحترافية، فأن الكم الهائل من صور الأشباح المزعومة سيتبخر بسرعة ولن يتبقى سوى صور معدودات يمكن القول بأنها محيرة وتثير أكثر من علامة الاستفهام حول حقيقتها.
وأدناه سنعرض بشيء من التفصيل لقصص البعض من هذه الصور الشهيرة :

1 –شبح السيدة البنية (The Brown lady ) :

شبح السيدة ذات الرداء البني والى اعلى اليسار لوحة تصور اللورد جارلز
 أشهر صور الأشباح قاطبة، التقطت في قصر راينهام الريفي (Raynham Hall ) في انجلترا عام 1936 من قبل المصورين الكابتن بروفاند ومساعده اندري شيرا عندما كان الاثنان يعدان تقريرا مصورا عن القصر لصالح مجلة الحياة الريفية "Country Life ".
صورة الشبح الشهيرة التقطت عن طريق الصدفة على سلم البهو الكبير للقصر القديم الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1619 والمملوك لعائلة تاونشيند الارستقراطية الثرية.
شبح السيدة البنية له قصة طويلة تعود إلى عام 1726، ففي تلك السنة نقل اللورد شارلز تاونشيد تابوت زوجته دورثي إلى الكنيسة ثم إلى المقبرة حيث تم دفنها في مراسم مهيبة حضرها العديد من أعيان ولوردات انجلترا.
لكن هل ماتت السيدة دورثي تاونشيد حقا وتم دفنها في ذلك اليوم ؟ الأسطورة تقول لا، فالتابوت الذي دفنه اللورد شارلز كان خاليا تماما!، ودورثي التي حضر اغلب أعيان المملكة جنازتها كانت ما تزال حية ترزق في قصر اللورد الريفي، أي قصر راينهام الذي ذكرناه في بداية قصتنا.
السيدة دورثي كانت في الحقيقة سجينة قصر راينهام، فاللورد شارلز أخفى زوجته بعيدا عن أعين الجميع، حتى عن أولادها، بسبب شكه في سلوكها والشائعات التي انتشرت آنذاك عن خيانتها له مع لورد آخر.
هناك من يقول بأن الأمر برمته كان مجرد شكوك ضخمها زوج غيور اشتهر بعصبيته المفرطة، فيما يذهب آخرون إلى أن شكوك اللورد كانت في محلها وانه قبض على زوجته متلبسة بالخيانة.
على العموم، أيا كانت حقيقة خيانة اللايدي دورثي تاونشيد لزوجها فأن الأسطورة تقول بأنها عاشت حبيسة القصر لسنوات طويلة أعقبت دفنها رسميا، ولم تكن حياتها رغيدة طبعا، لأن زوجها القاسي أذاقها صنوف المهانة والعذاب. وفي النهاية، في ليلة باردة من شتاء عام 1733  قام اللورد شارلز في إحدى نوبات غضبه الجنونية بشنق زوجته دورثي فوق سلم بهو القصر وتركها معلقة هناك، جثة الزوجة التعيسة أنزلت عند الصباح ودفنت في مكان مجهول داخل القصر لا يعلمه سوى اللورد وبعض ثقات خدمه.
لورد شارلز لم يزر القصر مرة أخرى خلال حياته التي لم تدم طويلا حيث مات في عام 1738، لكن نزلاء القصر ومنذ عام 1733 بدءوا يتحدثون عن سيدة مجهولة ترتدي ثوبا بنيا تتجول داخل الممرات والدهاليز المظلمة في بعض الليالي، أحيانا كانت تقف عند سلم البهو فيعلو صوت نحيبها لبرهة قبل ان تختفي وتتلاشى كالأثير. الذين شاهدوا شبح السيدة البنية قالوا بأنها كانت امرأة دقيقة الملامح ذات شعر ذهبي طويل وجسم أهيف رشيق، لكن وجهها كان متجهما عبوسا زاده بشاعة اختفاء العيون تماما وتحولها إلى ثقوب جوفاء كبيرة.
حوادث مشاهدة الشبح تكررت عبر القرون وفي مناسبات عدة يطول شرحها، لكن الحادثة الأخيرة وقعت في عام 1936 عندما تمكن مصورا مجلة الحياة الريفية من التقاط صورة الشبح عن طريق الصدفة فوق سلم البهو، ومنذ ذلك الحين اختفى الشبح تماما ولم يره احد مرة أخرى.
هناك من يعتبر صورة شبح السيدة البنية دليلا قويا على وجود الأشباح. فيما يعتبرها آخرون مجرد خدعة رخيصة تم فيها تركيب صورتين معا أو ربما عن طريق وضع القليل من الزيت على عدسة آلة التصوير.

2 – شبح فريدي جاكسون (Freddy Jackson ) :

شبح فريدي جاكسون
هذه الصورة نشرت لأول مرة عام 1975 من قبل السير فيكتور غودارد الضابط المتقاعد في سلاح الجو الملكي البريطاني. الصورة التقطت عام 1919 لمجموعة من ضباط وجنود السرية التي كان السير غودارد يخدم فيها كطيار.
للوهلة الأولى تبدو الصورة عادية، مثلها مثل ملايين الصور الجماعية الملتقطة خلال القرن المنصرم. لكن عند تدقيق النظر في المنطقة التي تقع خلف الشخص الرابع من اليسار في الصف العلوي، سنميز وجها شاحبا باهتا جعل افرد السرية آنذاك يصابون بالهلع والذهول. انه وجه فريدي جاكسون فني الطائرات الذي قتل في حادثة مروعة عندما إصابته مروحة إحدى الطائرات في رأسه أثناء تصليحه لها، المثير والمدهش في الأمر هو أن فريدي مات قبل التقاط الصورة بيومين!! ويبدو أن شبح فريدي المسكين لم يدرك حقيقة أنه أصبح في عداد الموتى لذلك وقف لالتقاط الصورة مع زملاءه ظنا منه بأنه لا يزال على قيد الحياة.
صورة فريدي جاكسون حازت على شهرة واسعة منذ أن نشرت لأول مرة عام 1975 ضمن كتاب من تأليف السير غودارد، وهناك اليوم مئات المواقع على الانترنت تتحدث عن هذه الصورة وقصتها. لكن شهرة الصورة لم تمنع المشككين من التساؤل حول حقيقتها، فالسير فيكتور غودارد "Sir Robert Victor Goddard " هو شخص حقيقي عاش زهاء التسعين عاما وخدم لسنوات طويلة كضابط طيار في سلاح الجو الملكي البريطاني ترقى خلالها في المراتب ونال العديد من أوسمة الشجاعة البريطانية والأمريكية. لكن الرجل رغم بسالته ومجده الحربي، خصوصا في الحرب العالمية الثانية، كان معروفا أيضا بأطواره وقصصه الغريبة، فقد اهتم لفترة من الزمن بالصحون الطائرة والروحانيات، وروى العديد من القصص الغريبة التي زعم أنها حدثت معه خلال حياته والتي تحولت إحداها إلى فلم سينمائي عام 1955 بعنوان "The Night My Number Came Up ".
شخصية سير غودراد الغريبة الأطوار هي التي ألقت بظلال الشك على صورة فريدي جاكسون وجعلت المرتابين في حقيقتها يعتقدون بأنه زيف الصورة ولفق قصتها من اجل إثبات معتقداته الروحانية.

3 – شبح عذراء المقبرة (Madonna of Bachelor's Grove ) :

شبح عذراء المقبرة والى الاسقل صورة للمقبرة
باجلور غروف هي مقبرة قديمة مهجورة شبيهة بتلك المقابر المخيفة التي نشاهدها في أفلام الرعب السينمائية. مقبرة نسجت حولها بمرور السنين الكثير من القصص المخيفة حتى غدت إحدى أشهر الأماكن المسكونة في الولايات المتحدة.
هناك على شواهد قبورها المتآكلة والمتكسرة يمكن للإنسان أن يقرأ تاريخ موت أولئك الراقدين بصمت تحت الثرى، أقدم تلك الشواهد يعود إلى عام 1838 فيما أحدثها عهدا يرجع إلى عام 1965 وهي السنة التي أغلقت فيها المقبرة تماما ومنع دفن المزيد من الموتى فيها.
في سبعينيات القرن المنصرم، وللاختباء عن أعين الشرطة، بدأ بعض الشباب يؤون إلى المقبرة المهجورة لتعاطي المخدرات، وفي تلك الفترة بالذات بدأت تنتشر قصص الأشباح وصارت ارض الموت المنبوذة تلك تجتذب إليها بالتدريج مجاميع مختلفة من الباحثين عن المغامرة والمؤمنون بالسحر وعبدة الشيطان. وقد قام هؤلاء الشباب المهووسون بسرقة اغلب شواهد القبور وصخورها حتى لم يتبقى في النهاية سوى بعض الشواهد الثقيلة التي عجزوا عن اقتلاعها.
أشباح المقبرة لها قصص مختلفة، هناك من يزعم أن بعضها يعود لأشخاص قتلهم آل كابوني رجل العصابات المعروف في عشرينيات القرن المنصرم، فموقع المقبرة المنعزل والمنقطع عن العمران عند أطراف مدينة شيكاغو جعلها مكانا مثاليا لتصفية منافسي وأعداء رجل المافيا الأقوى آنذاك. ورغم انه من الناحية التاريخية لا يوجد أي دليل يؤكد صحة هذه القصص إلا أن بعض الناس يؤمنون بحدوثها ويؤكدون بأن الشخص الذي يدخل إلى المقبرة ليلا ويتمتع بحاسة سمع مرهفة فأنه سيسمع بالتأكيد أنات وصرخات أولئك الذين دفنهم آل كابوني وهم أحياء تحت الكتل الصخرية الضخمة التي تغطي القبور.
قصة أخرى تتحدث عن مزارع كان يحرث الأرض مع حصانه في يوم ما من عام 1870 حين غاص الاثنان في إحدى البرك الطينية وماتا معا. البعض يزعم أن شبح المزارع وحصانه لازالا يتجولان داخل المقبرة ويحرثان الأرض كما كانا يفعلان في حياتهما، لكن حين يمر الحصان ببركة ماء فأنه ينطلق مذعورا ساحبا معه صاحبه المزارع المسكين الذي يبدأ بالصراخ طلبا للمساعدة لكن بدون جدوى.
هناك قصص كثيرة أخرى ومشاهدات لا تعد ولا تحصى للأشباح في المقبرة. كل هذا دفع فريقا من أعضاء جمعية الأبحاث الروحانية (GRS ) بزيارة باجلور غروف في عام 1991 لغرض تقصي الحقائق ومعرفة حقيقة الأشباح الهائمة هناك. أعضاء الفريق تجولوا لعدة ساعات كانت المقبرة خلالها خالية تماما من البشر. وقبل مغادرتهم بقليل قامت إحدى عضوات الفريق وتدعى ماريا هوف بالتقاط بعض الصور لشواهد القبور بواسطة كاميرا حرارية فائقة السرعة، إحدى هذه الصور كان لها وقع الصاعقة على أعضاء الفريق لأنها أظهرت ما بدا انه شبح امرأة ترتدي ثوبا ابيضا طويلا وتجلس بهدوء وسكينة فوق شاهد احد القبور.
صورة السيدة البيضاء أو عذراء باجلور غروف سرعان ما أصبحت من أشهر صور الأشباح، لكنها مثل غيرها من الصور لم تسلم من الانتقاد والتشكيك، فالبعض يعتقد بأنها مجرد صورة لامرأة حقيقية تجلس فوق القبر ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بعالم الأشباح.

4 – شبح المقعد الخلفي (The Back Seat Ghost ) :

شبح السيدة في المقعد الخلفي
يا ترى ما هو المكان الذي يذهب إليه الناس المرة تلو المرة من اجل زيارة شخص ما و هم موقنون بأنهم لن يروه أبدا ؟. إنها المقبرة بالتأكيد حيث يرقد الموتى بصمت وسكينة بانتظار أن يزورهم والد أو ولد .. حبيب أو قريب ليخفف عنهم بصوته الحزين شيئا من وحشة زنزانتهم الأبدية المظلمة.
الزائر غالبا ما يجلس بجوار القبر يناجيه ويحادثه بعين دامعة وقلب كسير من دون أن يسمع ردا ولا جوابا، فأنى للموتى أن يتحدثون؟. لكن يا ترى ماذا سيكون شعور هذا الزائر لو علم بأن روح صاحب القبر الذي أتى لزيارته تجلس إلى جواره أو تقف فوق رأسه من حيث لا يعلم !؟ هذا هو بالضبط ما حصل مع السيدة مابيل جينري التي ذهبت برفقة زوجها في يوم ما من عام 1959 لزيارة قبر والدتها. الزوجان أوقفا سيارتهما السوداء عند أطراف المقبرة حيث ترجلت السيدة مابيل ومشت نحو قبر أمها مصطحبة معها آلة التصوير من اجل التقاط بعض الصور.
السيدة مابيل أنهت زيارتها بسرعة وقفلت عائدة نحو السيارة حيث ينتظرها زوجها، لكن قبل أن تصل إلى غايتها بعدة ياردات توقفت والتقطت صورة سريعة لزوجها الجالس وحيدا في المقعد الأمامي ثم أسرعت وركبت إلى جانبه لينطلق الاثنان بالسيارة تاركين المقبرة خلف ظهورهم.
بعد عدة أيام جلس الزوجان في منزلهما يشاهدان الصور التي التقطاها في المقبرة، لم يتوقعا رؤية شيء غير عادي. لكن فجأة تسمرت عينا السيدة مابيل على الصورة التي التقطتها لزوجها عند أطراف المقبرة، ما شاهدته في الصورة كان محيرا ومربكا، فهي متأكدة تماما بأن السيارة في ذلك اليوم كانت خالية إلا من زوجها الذي كان يجلس في المقعد الأمامي منتظرا عودتها وحيدا، لكن في الصورة ظهر بوضوح وجه امرأة تجلس وراء زوجها مباشرة في المقعد الخلفي للسيارة، المدهش أن ملامح السيدة بنظارتها السميكة وملابسها الداكنة لم تكن غريبة أبدا على السيدة مابيل .. لأنها في الحقيقة لم تكن سوى أمها الميتة!!.
قصة شبح المقعد الخلفي محيرة فعلا، إذ يبدو إن روح والدة السيدة مابيل قررت مغادرة قبرها الممل والموحش بصحبة ابنتها فسبقتها إلى السيارة لتجلس في المقعد الخلفي حيث تعودت الجلوس في حياتها. لكن هل هذه قصة قابلة للتصديق!؟ أنا شخصيا بحثت طويلا عن أي معلومة حول السيدة مابيل وزوجها لكني لم أتوصل لشيء، فالمواقع الأجنبية ذكرت القصة بنسق واحد تقريبا كأنما نقل احدهم عن الأخر من دون أية تفاصيل إضافية.

5 -  شبح فتاة الحريق (The Fire Girl ) :

شبح فتاة الحريق
"ويم" هي بلدة صغيرة في مقاطعة شروبشاير الانجليزية. معظم الناس لم يسمعوا بهذه البلدة قبل أن تتناقل وسائل الإعلام خبر احتراق مبنى بلديتها القديم في عام 1995.
السنة اللهب المتصاعدة من المبنى القديم الذي يعود تاريخ إنشاءه إلى عام 1905 سرعان ما اجتذبت إليها العديد من السكان الذين وقفوا يشاهدون بحزن أهم معالم بلدتهم الصغيرة وهو يتلاشى وسط  النيران ويتحول إلى كومة من الرماد.
احد هؤلاء المشاهدين ويدعى توني اوريلي، كان يقف على الجانب الآخر من الشارع ممسكا بآلة تصوير مزودة بعدسة مقربة التقط بواسطتها عدة صور للمبنى المحترق، إحدى هذه الصور كانت غريبة ومحيرة حقا لأنها أظهرت ما بدا بأنه فتاة ترتدي ملابس بيضاء قديمة الطراز وتقف بلا مبالاة عند الباب الرئيسي للمبنى وسط النيران الملتهبة. الفتاة في الصورة أصابت جميع سكان البلدة بالذهول وأعادت إلى أذهانهم القصص القديمة التي كانوا قد سمعوها في طفولتهم حول شبح فتاة تدعى جان جورم.
سجلات البلدة التاريخية تذكر بأن جان جورم هي فتاة عاشت في البلدة عام 1611 وكانت سببا في إحراق العديد من المنازل الخشبية آنذاك بعد أن أشعلت النار سهوا في سقف منزلها المصنوع من القش. الفتاة دفعت ثمن غلطتها غاليا إذ كانت أول المحترقين، لكن يبدو أن روحها المعذبة أبت أن تفارق البلدة واستمرت بالظهور من حين لآخر عبر السنين والقرون.
لم يصدق الجميع طبعا أن الصورة حقيقية، البعض اتهموا اوريلي بفبركتها وتزييفها بحثا على الشهرة.
وللدفاع عن مصداقيته قام توني بعرض صورته المثيرة على الدكتور فارنون هاريسون الخبير في الجمعية الملكية للمصورين البريطانيين. هاريسون عاين الصورة واختبرها جيدا قبل أن يعلن بأنها حقيقية وانه لم يستطع العثور على أي اثر للاحتيال فيها.
رأي الدكتور هاريسون أعطى صورة الشبح مصداقية كبيرة فغدت بسرعة إحدى أشهر صور الأشباح في العالم وتم نشرها في العديد من الصحف والمجلات ومواقع الانترنيت.

لكن هل كانت الصورة حقيقية فعلا ؟

صورة تثبت زيف شبح فتاة الحريق
كلا للأسف لم تكن كذلك، وقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في كشف زيفها. ففي عام 2010 كان براين لير من مدينة شروبشاير الانجليزية يتصفح عددا من بطاقات المعايدة القديمة عندما شاهد عن طريق الصدفة صورة فوتوغرافية ملتقطة لشارع في بلدة "ويم" عام 1922. الصورة بدت عادية جدا، مجرد منظر كئيب لشارع قديم في بلدة انجليزية صغيرة، لكن نظر براين الثاقب انتبه إلى فتاة كانت تقف في الصورة عند ناصية الشارع وترتدي ملابس بيضاء قديمة الطراز، بلير تعرف على الفتاة في الحال .. إنها نفس فتاة صورة شبح المبنى المحترق!.
توني اوريلي الذي التقط صورة فتاة الحريق مات عام 2005، وحتى آخر لحظة في حياته كان يصر على أن صورته حقيقية، ويبدو ان الرجل لم يكن يعتقد أبدا بأن حيلته يمكن ان تنكشف، لكنه بالطبع لم يضع في حسبانه دقة نظر وقوة ذاكرة شاب من مدينة شروبشاير يدعى براين لير.
قصة شبح فتاة الحريق هي دليل واضح على حجم الزيف والكذب الذي يمكن أن يمارسه بعض الأشخاص من اجل الوصول إلى الشهرة، وهي أيضا مثال جيد على مدى سذاجة بعض الناس وسهولة تصديقهم للأكاذيب، ولهذا السبب نجد اليوم على شبكة الانترنت مئات الصور المزعومة للأشباح (*) تتداولها المواقع والمنتديات المختلفة ونرى البعض يصر على أنها حقيقية متناسين أن فبركة الصور في القرن الحادي والعشرين صارت من السهولة بمكان إلى درجة أن الأطفال أيضا أصبح بإمكانهم دمجها والتلاعب فيها بواسطة بعض برامج الحاسوب البسيطة.
* لماذا الإيمان بالأشباح ؟ فليس الناس البسطاء والسذج وحدهم يؤمنون بها، بل هناك أسماء وشخصيات على درجة عالية من الثقافة والمعرفة امنوا بالأشباح أيضا وبحثوا في الروحانيات وتشعبوا فيها.
إن الاهتمام بهذه القضية يعود في أساسه إلى تعلقها وارتباطها بالسؤال الأزلي حول الموت وماهيته، وهو سؤال يخامر عقول جميع البشر بدون استثناء من دون أن يجدوا له جوابا شافيا، وذلك لسبب بسيط، لأن الموتى لا يعودون ولا يخبرون أحدا بما حدث لهم بعد أن فارقوا الحياة. ولهذا ترى الناس يميلون إلى الأديان والغيبيات، ليس لأيمانهم بالأخلاق القويمة والفضائل العليا كما يدعون، أو لتنزههم عن الشهوات كما يزعمون. فهم في النهاية بشر يحبون المال والجنس والمتع الدنيوية مثل الآخرين، لكنهم يجدون في الغيبيات جوابا لأسئلتهم المربكة حول الموت وهي تعطيهم أملا متجددا في الحياة الثانية الأزلية الخالدة. ذلك أن الناس يخشون الفناء وترتعد فرائصهم رعبا عند التفكير بظلمة القبر وتلك الحشرات والهوام الصغيرة التي ستنهش أجسادهم البضة الرقيقة، لهذا تراهم يعبدون الله ويتوسلون إليه ليحصلوا على الحياة الخالدة الأبدية ولو علموا بأن لا حياة بعد الموت ولا عقاب ولا ثواب لما صلى ولا صام احد من جميع الأديان ولتسابقوا وتهافتوا على متع الدنيا الزائلة قبل فوات الأوان. وقد يعود الاهتمام بالأشباح إلى أنها بالطبع من أقوى الأدلة على وجود تلك الحياة الخالدة التي يتطلع الإنسان إلى إماطة اللثام عن أسرارها ليزداد قلبه يقينا بأنه ماضي في الطريق الصحيح وفي أن هناك حقا حياة أخرى تنتظره بعد الموت.
هذه القصة نشرت لأول مرة بالعربية في موقع مملكة الخوف بتاريخ 10 /07 /2010

مصادر ومواقع أجنبية :


قصة أشباح أدت إلى الكشف عن مقبرة جماعية‏

قصة أشباح أدت إلى الكشف عن مقبرة جماعية‏


جاءوا بحقائب فارغة يحدوهم أمل كبير في حياة رغيدة ومستقبل أفضل .. جاءوا ليجربوا حظهم مع الحلم ‏الأمريكي حالهم حال ملايين المهاجرين الذين يمموا وجههم صوب أرض العم سام حيث المدن الأسطورية التي ‏زعم سماسرة الهجرة بأن شوارعها العريضة تفيض ذهبا وفضة!. لكن أحيانا وكما يقول المثل العربي .. تأتي ‏الرياح بما لا تشتهيه السفن .. وهذا هو بالضبط ما جرى مع أولئك الرجال الفقراء الذين أبحروا في سفينة خشبية ‏متهالكة قبل أكثر من قرن ونصف من الزمان في رحلة طويلة وشاقة انتهت بهم إلى ما لم يكن في حسبانهم والى ‏ما لم يخطر على بالهم أبدا.‏
فرانك وبيل واطسن مع جدهما
سكت الجد أخيرا وساد الغرفة صمت ثقيل لم يقطعه سوى صوت الكرسي الهزاز العتيق الذي راح العجوز يهدهده بقدميه فيما راحت عيناه المتعبتان تحدق بأسى نحو السنة اللهب المتراقصة في الموقد.
- لكن هل القصة حقيقية يا جدي ؟ تسأل بيل الصغير وهو يبتلع ريقه بصعوبة.
التفت العجوز نحو حفيديه الجالسين عند قدميه واللذان بدا الخوف جليا على وجهيهما وأجاب بثقة : بالتأكيد! .. فهي مدونة في سجلات الشركة الرسمية.
- لكنهم ماتوا منذ زمن بعيد يا جدي .. لماذا إذن بقت أشباحهم في المنطقة ؟ تسأل فرانك بصوت متهدج.
- إنها أرواح غاضبة بالتأكيد!.
همس الجد لأحفاده، ثم انحنى على كرسيه وقرب رأسه الأشيب من الطفلين الخائفين كأنما يخشى أن يسمعه احد وتابع قائلا : شيء ما ليس على ما يرام في موت جميع هؤلاء الناس .. لقد أصابهم ظلم كبير .. تصور بأنهم لم يحصلوا حتى على مجرد شاهد قبر.
بيل وفرانك واطسن لم يستطيعا النوم بسهولة تلك الليلة، لقد علقت في ذهنهم حكاية الجد العجوز عن الأشباح الراقصة وتخيلوا برعب جثث أولئك المهاجرين البائسين تتحرك نحوهم بخطوات بطيئة ومتعثرة وسط الضباب الكثيف الذي يلف ارض الغابة المظلمة.
لكن ما رواه الجد العجوز لحفيديه في ذلك المساء البارد لم يكن من وحي خياله الخصب، وإنما كان قد قرأه في وثيقة قديمة محفوظة في أرشيف شركة سكك حديد بنسلفانيا حيث عمل هناك لعقود.
دفيز كات
الوثيقة قديمة جدا يعود تاريخها إلى عشرات السنين، وهي تتحدث عن رجل كان يسير عائدا إلى منزله في إحدى الليالي حين مر بـ دوفيز كات (Duffy's Cut ) وهي منطقة محاذية لخط السكة الحديدية. كان هناك ضباب خفيف يخيم على الأشجار لكن الرجل كان قادرا على تمييز الأشياء أمامه بكل وضوح. وفجأة شاهد منظرا جعل الدم يتجمد في عروقه .. منظر مرعب وصفه الرجل كالآتي :
"لقد شاهدت بأم عيني، أشباح الأيرلنديين الذين ماتوا بالكوليرا قبل شهر، كانوا يرقصون حول جذع شجرة ضخم في المكان الذي دفنوا فيه؛ هذا صحيح أيها السيد، لقد كان منظرا مرعبا. لقد كانوا أشبه بألسنة لهب خضراء وزرقاء تتراقص في قبورها .. لقد سمعت بأن أشباح الايرلنديين خيمت على المنطقة لأنهم لم يحظوا بمراسم دفن لائقة".
ما قاله الرجل كان غريبا بحق، لم يصدقه الكثيرون، حتى أن البعض سخروا منه واتهموه بالثمالة، لكن هناك قلة ممن آمنوا بحقيقة ما شاهده الرجل، خصوصا أولئك الذين يعلمون جيدا حجم الظلم الذي تعرض له العمال الأيرلنديون في دوفيز كات.
قصة العمال الايرلنديين تعود إلى أكثر من قرن ونصف من الزمان، تحديدا إلى عام 1926 عندما باشرت ولاية بنسلفانيا بإنشاء مشروع سكة حديد فلاديلفيا – كولومبيا وقامت بتسليم إدارة أجزاء منه لمقاولين محليين لتسريع انجازه، وقد قام هؤلاء باستغلال القوى العاملة لديهم أبشع استغلال، فغالبية العمال كانوا من المهاجرين الأوربيين غير الناطقين بالانجليزية وكذلك من الصينيين والزنوج، ومعظمهم كانوا يعانون شظف العيش بعدما أنفقوا معظم أموالهم في رحلة القدوم إلى أمريكا يحدوهم حلم الحياة الهانئة الرغيدة، لكن الأقدار انتهت بهم إلى العيش كالبهائم داخل مخيمات قذرة تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة الإنسانية، وفوق هذا كله كان عملهم شاقا مجهدا وأجورهم قليلة متدنية بالكاد تسد رمقهم، ولأنهم كانوا ضعفاء بدنيا نتيجة لفقرهم المدقع لذلك سرعان ما استنزفهم العمل المرهق فتفشت بينهم الأوبئة والأمراض وفارق العديد منهم الحياة.
في عام 1832 وصل 57 مهاجرا ايرلنديا للعمل مع مقاول يدعى فيليب دوفي كان مسئولا عن انجاز جزء من السكة الحديدية المارة بالقرب من مدينة مالفين، وهي منطقة عرفت لاحقا باسم دوفيز كات؛ كان هؤلاء العمال المهاجرين قد وصلوا إلى أمريكا قبل عدة أسابيع فقط. ومنذ البداية واجهوا ظروف صعبة للغاية في دوفيز كات، فإضافة إلى مخيمهم القذر وعملهم المضني الشاق، تعرضوا أيضا لمضايقات وإهانات جمة من قبل السكان في المنطقة، فغالبية الأمريكان في ذلك الزمان كانوا من المسيحيين البروتستانت (1) وكانت نظرتهم للمهاجرين الكاثوليك تتسم غالبا بالدونية والاحتقار، لذلك حين أصيب هؤلاء العمال المساكين بوباء مرض الكوليرا، الذي كان منتشرا آنذاك، أغلقت في وجههم جميع الأبواب وتم طردهم بقسوة حين ذهبوا طالبين المساعدة من سكان البلدة القريبة. باختصار تركوا ليموتوا بلا رحمة، ثم دفنوا في قبر جماعي واحد هو عبارة عن خندق طيني ضيق يمتد بمحاذاة خط السكة الحديدية التي كانوا يعملون في بناءها. طمروا في الخندق بدون مراسم دفن ولا حتى شاهد قبر خشبي صغير ومن دون أن يحزن لرحيلهم احد أو تذرف عليهم دمعة واحدة.
كتاب يحكي قصة أشباح دوفيز كات
في عام 1990 عثر فرانك واطسن في أغراض جده الراحل على أوراق وسجلات قديمة تخص شركة سكك حديد بنسلفانيا التي كانت قد أشهرت إفلاسها في ستينيات القرن المنصرم، وإثناء قراءته لهذه السجلات التاريخية اطلع فرانك على تقرير قديم يتحدث عن موت العمال الايرلنديين عام 1832 والمكان الذي دفنوا فيه.
بعد قراءته للتقرير استعاد فرانك ذكريات طفولته وحكايات الأشباح الايرلندية التي كان جده يقصها عليه وعلى شقيقه بيل في ليالي الشتاء الباردة، تلك الحكايات التي ظن فرانك لسنوات طويلة بأنها مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة.
فرانك  أتصل بشقيقه بيل وأقنعه في القيام بالبحث عن على رفات العمال الايرلنديين من اجل كشف قصتهم للعالم وإعادة الاعتبار إليهم.
في عام 2002 بدء الشقيقان الحفر في منطقة دوفيز كات المحاذية لخط سكة الحديد القديمة، في البداية لم يعثرا سوى على شوكة طعام وأثار لكوخ قديم. لكنهما لم يفقدا الأمل واستمرا في التنقيب حتى عثرا عام 2005 على صارية وعلم ايرلندي وهو الأمر الذي رفع من معنوياتهم وجعلهم يعتقدون بأنهم اقتربوا من هدفهم.
بمرور الوقت أخذت الجرائد والصحف المحلية تكتب عن مشروع الشقيقان، وسرعان ما انضم إليهما عدد من الأكاديميين وطلبة الجامعات وشاركوا في إعمال التنقيب.
في عام 2009 اكتشف فريق البحث أول قطعة عظام تعود لإنسان، ثم توالت الاكتشافات من ذلك الحين وأصبح لدى الفريق الآن سبعة هياكل عظمية بشرية تم نقلها إلى جامعة بنسلفانيا لدراستها.
احدى الجماجم المستخرجة يظهر عليها اثار اطلاق رصاص
في عام 2010 ازداد اهتمام وسائل الإعلام بعمل الفريق بعد قيام مجموعة من الأطباء والخبراء بفحص الهياكل العظمية في مختبرات جامعة بنسلفانيا وأعلنوا العثور على دلائل واضحة تشير إلى تعرض العمال الايرلنديين لإصابات عنيفة وقاتلة قبل موتهم، من بينها اثنتان من الجماجم المستخرجة التي كانت تحمل ثقوبا كتلك الناتجة عن الإصابة المباشرة بطلقات الأسلحة النارية، وهو ما يرجح النظرية القائلة بأن الكوليرا لم تكن وحدها المسئولة عن موت العمال وإنما يوجد هناك احتمال كبير في تعرضهم للقتل. وهو احتمال منطقي من ناحية أن التجمعات التي تصاب بمرض الكوليرا تتراوح نسبة الوفيات فيها بين  30% – 70 % في حين بلغت هذه النسبة في مخيم العمال الايرلنديين 100%.
الاعتقاد السائد اليوم هو أن هؤلاء العمال المساكين تعرضوا للقتل من قبل مجموعات مسلحة، ربما قدمت من البلدة القريبة، وقامت بمهاجمة الايرلنديين المرضى بالأسلحة النارية والمتفجرات فقتلتهم عن بكرة أبيهم وذلك بسبب الخشية من أن يسري مرضهم في المنطقة فيصيب السكان المحليين.
- كان يمكن أن نكون نحن مكانهم.
أوضح بيل واطسن وأردف قائلا : هؤلاء الرجال قدموا إلى هنا مع لا شيء، علقوا آمالهم على الحلم الأمريكي حالهم حال ما لا يحصى من البشر. كانوا يعتقدون بأنهم سيحققون حلمهم لكن خلال ستة أسابيع فقط من وصولهم انتهوا مدفونين في هذه الحفرة هنا!.

1- غالبية الشعب الأمريكي هم من المسيحيين البروتستانت (59%) أما المسيحيين الكاثوليك فيشكلون تقريبا (23%) وهذه النسبة كانت اقل بكثير في الماضي لكن الهجرة الحديثة من أمريكا الجنوبية وايرلندا وايطاليا وغيرها من البلدان الأوربية الكاثوليكية هي التي أدت إلى زيادة أعداد الكاثوليك في العقود الأخيرة.
المصادر :
  1. Grandfather's ghost story leads to mysterious mass grave
  2. The Duffy's Cut Project
  3. Duffy's Cut(Wikipedia )
  4. Duffy's Cut Mass Grave
    هذه القصة نشرت لأول مرة بالعربية في موقع كابوس بتاريخ 15 /09 /2010

    رؤية الميت في الحلم .. قصص عجيبة

    رؤية الميت في الحلم .. قصص عجيبة


    يقال بأن النوم هو شكل من أشكال الموت المؤقت، وبأن الروح تغادر الجسد خلال النوم لتعود مرة ثانية عند الاستيقاظ، وهذا قد يفسر لنا سبب رؤية الموتى في الأحلام، فأرواح الأحياء النائمين بإمكانها أن تتواصل بسهولة مع أرواح الموتى أثناء تواجدها خارج الجسد، وهذا التواصل الروحي قد يتذكره النائم عند استيقاظه كمجرد حلم وقد لا يعيره اهتماما كبيرا. وبالطبع لا يوجد أي دليل مادي أو علمي ملموس يثبت حدوث هذا التواصل الروحي، لكننا سنحاول من خلال هذا المقال أن نسلط الضوء على بعض خفايا عالم الأحلام المدهش، سنقص عليك عزيزي القارئ قصصا عجيبة ستجعلك تفكر مليا حول حقيقة كل ما شاهدته في أحلامك وكوابيسك.
    ما حقيقة ما نراه في أحلامنا ؟
    الكثير من الناس لا يصدقون بقصص الأشباح، لا يؤمنون مطلقا بقدرة الأموات على الاتصال بالأحياء، وربما معهم حق في ذلك، فأن بقاء الروح بعد الموت سائبة تفعل ما يحلو لها وتذهب أينما تشاء هي فكرة لا تخلو من غرابة وطرافة في نفس الآن، فلو صدق الأمر وكانت حياة العالم الآخر هكذا حقا، أي عبارة عن نزهة وسياحة لا تنتهي!!، فأن الموت لن يكون بهذه الصورة القاتمة التي قد يتخيلها المرء.
    على العموم، أيا ما كانت طبيعة الحياة في العالم الآخر، فأن أغلب الناس، حتى أولئك الذين يجحدون بوجود الأشباح، تراهم يوافقون نوعا ما على وجود خيط رفيع خفي موصول بين عالمي الأحياء والأموات، صحيح أن الموتى لا يرجعون، ولا نعلم ماذا جري لهم بعد رحيلهم، بيد أن حسا غامضا يطغى على نفوسنا أحيانا فيجعلنا نشعر بأنهم مازالوا معنا بشكل ما، ولهذا السبب تجد الناس على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم يبدون احتراما كبيرا لذكرى موتاهم إلى درجة الإيمان بأن بعض الأفعال والتصرفات في هذا العالم سيكون لها تأثير مباشر على حياة الأرواح في العالم الآخر، فعلى سبيل المثال، يعتقد الكثيرون بأن الصلاة والدعاء للميت وزيارة قبره من حين لآخر ستمنح روحه شيئا من السكينة والسلام. وهناك شعوب تؤمن بأن أرواح الموتى تعود لزيارة ذويها في مناسبات معينة خلال السنة، كعيد الهالووين (Halloween ) و يوم الموتى (Day of the Dead ).

    رؤية الميت في الحلم

    لعل أقدم أشكال التواصل الروحي بين الأموات والأحياء هي رؤية الميت في الحلم، فمعظم الناس مروا بتجربة من هذا النوع خلال أحلامهم، وهذه التجربة قد تبدو أحيانا من دون معنى وغير مترابطة، فتمر مرور الكرام، وفي أحيان أخرى تكون من الواقعية إلى درجة التسبب بالصدمة والذهول لصاحب الحلم فتراه حائرا مرتبكا لا يدري كيف يفسر ما رآه، أهي مجرد أضغاث أحلام أم رسالة حقيقية مصدرها العالم الآخر ؟.
    وبسبب انتشار الظاهرة كما أسلفنا، تراكمت عبر العصور الكثير من القصص والحكايات التي تتحدث عن هذا النوع من الأحلام والتي لا تخلو معظمها من حكمة وموعظة وتذكرة، فمثلا وكعينة على هذا النوع من القصص، يقال بأن أحد الأبناء دأب على رؤية أباه الميت في أحلامه، وكان الأب يبدو دائم الاضطراب خلال تلك الأحلام، فكان الابن يسأله عن حاله ويستفسر منه عن سر اضطرابه، فيجيبه الأب قائلا  بأنه في أحسن حال، يسكن رياضا خضراء رائعة الجمال، فيها كل ما يرجوه المرء ويتمناه، لكنه كان يسكت فجأة لتعلو وجهه غمامة من الحزن كأنه تذكر شيئا أزعجه وكدر مزاجه، ثم يمضي بعدها في حديثه قائلا بصوت متهدج كسير بأن هناك أمرا واحدا ينغص عليه ما هو فيه من رغد العيش، وهو أن فلان البقال لا يفتأ يزوره في كل حين ليؤذيه وينغص عليه سعادته وبهجته.
    وكان الأب حريصا خلال تلك الأحلام على رجاء أبنه والإلحاح عليه كثيرا في أن يكفيه شر ذلك البقال، ثم كان يقوم بعدها وينصرف لحاله.
    هذا الحلم الغريب تكرر بنفس الصورة لأكثر من مرة، فصار الابن في حيرة عظيمة من أمره، لأن فلان البقال الذي ذكره أبوه في الحلم مازال حيا يرزق، فكيف يكون باستطاعته أن يؤذي روحا في عالم الأموات؟!. وفي النهاية دفعته هواجسه وحيرته إلى زيارة دكان ذلك البقال لعله يميط اللثام عن سر شكوى أباه المستمرة منه، غير أنه لم يجد في نفسه الجرأة الكافية ليخبر البقال بالغرض الحقيقي من زيارته خشية أن يسخر منه، لذلك اكتفى بدخول الدكان كزبون عادي وراح يقلب البضاعة على مهل. وفي هذه الأثناء أقترب البقال منه وراح يراقبه ويتفحصه بإمعان، ثم بادره متسائلا عن كونه أبن فلان رحمة الله عليه، فرد الابن بالإيجاب، فتقدم إليه البقال بواجب التعزية والمواساة، ثم أطرق لبرهة قصيرة وقد تغير لونه وبان على محياه الوجوم، وأخيرا نظر إلى الابن باستحياء وأخبره بعد تردد واضح بأن هناك مبلغا صغيرا من المال كان والده المرحوم مدينا به للمحل، ومضى قائلا بأن خجله وحياءه منعاه من المطالبة بذلك الدين لتفاهة المغرم ولوفاة المدين، ثم أطرق ساكتا ينتظر جواب الابن الذي سارع إلى مد يده إلى محفظته دافعا دين أبيه بكل رحابة صدر ثم غادر الدكان وهو في غاية الانبساط والسرور لأنه أكتشف أخيرا سر شكوى والده المتكررة وقام بحل المشكلة، وبالفعل لم يزره والده في الحلم بعد ذلك مطلقا!.
    هل هذه القصة حقيقية ؟ .. لا أعلم .. فقد سمعتها من بعض الأصدقاء خلال إحدى الأمسيات، ومثل هذه القصص كثيرة، يتداولها الناس في منتدياتهم ومجالسهم، ولا تخلوا منها بطون الكتب التراثية. فمثلا يورد لنا الطبري وغيره من المؤرخين العرب قصة الحجاج بن يوسف الثقفي والتابعي سعيد بن جبير، فبعد أن أمر الحجاج بإعدام سعيد وضربت عنقه، صار الحجاج يراه في المنام وهو يأخذ بمجامع ثوبه ويصرخ فيه قائلا : "فيم قتلتني ؟". فينتفض الحجاج من نومه وهو يبكي ويصرخ قائلا : "مالي وسعيد بن جبير"، ثم لم يلبث أن مرض ومات.
    ومما قرأته أيضا في هذا المجال، قصة أوردها أبن الجوزي في كتابه المنتظم حيث كتب يقول :
    "حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن نافع قال: كان أبو نواس لي صديقاً، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره، ثم بلغني وفاته فتضاعف علي اُلحزن، فبينا أنا بين النائم واليقظان إذا أنا به، فقلت: أبو نواس؟ قال: لات حين كنيته. قلت: الحسن بن هانئ؟
    قال: نعم. قلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بأبيات قلتها هي تحت ثني وسادتي. فأتيت أهله، فلما أحسوا بي أجهشوا بالبكاء.
    فقلت لهم: هل قال أخي شعراً قبل موته؟ قالوا: لا نعلم إلا أنه دعا بدواة وقرطاس وكتب شيئاً لا ندري ما هو. قلت: إيذنوا لي أدخل قال: فدخلت إلى مرقده، فإذا ثيابه لم تحرك بعد، فرفعت وسادة فلم أر شيئاً، ثم رفعت أخرى فإذا برقعة فيها مكتوب:
    يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة  ****  فلقد علمت بأن عفوك أعظم
    إن كان لا يرجوك إلا محسن  **** فمن الذي يدعو ويرجو المجرم؟
    أدعوك رب كما أمرت تضرعاً **** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
    ماليِ إليك وسيلة إلا الرجا **** وجميل عفوك، ثم إني مسلم"
    وأبو نؤاس طبعا غني عن التعريف، فهو من أشهر شعراء الغزل الماجن في العصر العباسي الذهبي.

    تفسيرات وتأويلات

    في كتب تفسير الأحلام يكون لظهور الميت في الحلم وطبيعة حديثه وتصرفه تفسيرات وتأويلات مختلفة، فأبن سيرين يذكر في كتاب تفسير الأحلام مقالة طويلة ومفصلة حول معاني رؤية الموت والأموات والمقابر في الحلم .. نقتبس منها الأسطر القليلة التالية كعينة، حيث كتب يقول :
    "فإن رأى ميتا طلق الوجه لم يكلمه ولم يمسه فإنه راض عنه لوصول بره إليه بعد موته فإن رآه معرضا عنه أو منازعا له وكأنه يضربه دل على أنه ارتكب معصية وقيل أن من رأى ميتا ضربه فإنه يقتضيه دينا فإن رأى الميت غنيا فوق غناه في حياته فهو صلاح حاله في الآخرة وان رآه فقيرا فهو فقره إلى الحسنات وان رأى كأن الميت عريان فهو خروجه من الدنيا عاريا من الخيرات ... ".
     أما من الناحية الدينية فالآراء متضاربة، حيث ذهبت طائفة من علماء الدين، من أتباع الديانات المختلفة، إلى الاعتقاد بإمكانية زيارة الميت للحي في المنام، خصوصا عندما تكون لدى الميت حاجة ضرورية لم يستطع انجازها وإنهاءها في حياته.
    فيما ترى طائفة أخرى بأن رؤية الميت في الحلم لا تدل بالضرورة على تجلي روحه فعلا، فالشياطين بإمكانها أن تتحايل فتتخذ هيئة الأموات لتغزو أحلام الأحياء، وهذه الشياطين قد تتشكل بأي صورة تشاء، فربما ظهرت في صورة الأقارب كالأب والأم والزوجة .. الخ ، وربما تصورت أيضا في هيئة العلماء والصالحين والقديسين.
    أما عامة الناس فتراهم لا يأبهون كثيرا لهذه الآراء، فالمعتقدات الشعبية المتراكمة عبر العصور تؤيد إمكانية ظهور الأنبياء والصالحين والموتى من الأقارب والأصدقاء في الأحلام ، وقد تنسب لهذه الرؤى والتجليات  كرامات عظيمة تكاد تصل إلى مصاف المعجزات، كالشفاء من الأمراض المستعصية والنجاة من الملمات وفك الضيق وتلبية الحاجيات.

    هاملت .. الشبح الذي روى تفاصيل مقتله!

    الشبح يروي تفاصيل مؤامرة قتله لأبنه هاملت
    في رائعة شكسبير ومسرحيته الشهيرة "هاملت"، يتجلى شبح ملك الدنمارك لأبنه الأمير هاملت ليحدثه عن تفاصيل المكيدة الدنيئة التي أودت بحياته، يخبره عن كيفية قيام أخيه بقتله بالسم أثناء نومه في الحديقة، وعن كيفية استيلاءه على العرش واقترانه بزوجته الملكة – أم هاملت -، ثم يطلب من أبنه أن يثأر له.
    تفاصيل المؤامرة الرهيبة التي رواها الشبح لأبنه أصبحت بمثابة المحرك الذي تدور حوله جميع أحداث المسرحية، والتي تنتهي بانتحار حبيبة هاملت ومقتل عمه الغادر وموت أمه الآثمة بالسم، وحتى هاملت نفسه لا ينجو من الموت جراء أصابته بجرح من سيف مسموم.
    الجدير بالذكر هو أن أحداث مسرحية "هاملت" ليست حقيقية، وإنما أبدعتها مخيلة وليم شكسبير الخصبة والفذة في القرن السادس عشر، وأجزم بأن معظم القتلة والسفاحين الذين شاهدوا المسرحية عبر العصور قد تنفسوا الصعداء حين علموا في النهاية بأن الأحداث خيالية، إذ تصور عزيزي القارئ ماذا يمكن أن يحدث لو كان بإمكان الأرواح أن تعود حقا إلى عالم الأحياء لتفضح القتلة وتطالب بالانتقام!.
    ربما لانخفضت نسبة الجريمة إلى الصفر!.
    لكن هذا لا يحدث للأسف، أو هذا ما يظنه معظم الناس، فهم لا يتخيلون أبدا عودة الروح لتتحدث إلى الأحياء عن تفاصيل موتها ومقتلها، اللهم إلا في أفلام الرعب السينمائية كفلم الحاسة السادسة (The Sixth Sense ) الشهير.
    غير أنه على عكس هذا التصور الشائع، فقد حدث فعلا، في حالات نادرة وقليلة، أن عادت الروح المقتولة لتغزو أحلام أحبائها وتكشف لهم عن أسرارا خطيرة قادت في النهاية إلى الإيقاع بالقتلة الذين سلبوها الحياة. ربما لا تصدق هذا عزيزي القارئ، ومعك حق بالتأكيد، فأنا نفسي أجد صعوبة في التصديق! .. لكن كيف السبيل إلى إنكار ودحض وقائع وأحداث موثقة في سجلات حكومية رسمية ومدونة بالتفصيل في أضابير المحاكم القضائية.

    قضية شبح جرينبراير (Greenbrier Ghost )

    إلفا زونا شو .. شبح جرينبراير
    لم تكن زونا هيستر شو (Zona Heaster Shue ) تشكو خطبا في صحتها، كانت شابة في مقتبل من العمر لا تعاني من أي مرض أو ضعف، لذا أصبح خبر موتها المفاجئ مثار استغراب أغلب سكان بلدة جرينبراير الريفية الأمريكية، ففي يوم 23 كانون الثاني / يناير عام 1897 عثر على جثتها صبي صغير كان زوجها قد أرسله إلى المنزل في حاجة له، زونا أو السيدة شو كانت ممددة من دون حراك بالقرب من سلم المنزل المؤدي إلى الطابق العلوي، ظنها الصبي فاقدة الوعي فأطلق ساقيه للريح مهرولا نحو منزله ليخبر أمه التي سارعت بدورها في أخبار طبيب البلدة السيد ناب لكي يتبين الأمر.
    وصول الطبيب ناب إلى منزل السيدة شو أستغرق قرابة الساعة، وفي هذه الأثناء كان زوجها السيد شو، أو ادوارد كما يسمونه في البلدة، قد قام بحمل جثتها إلى الطابق العلوي فمددها على سرير حجرة النوم ثم قام بتغيير ثيابها فألبسها فستانا أنيقا ذو ياقة طويلة تغطي العنق كله وصولا إلى أسفل الذقن، وقد بدا عمله هذا خارجا عن المألوف، إذ جرت العادة والعرف في ذلك الزمان على أن تترك مهمة تغسيل جثث النساء وتغيير ثيابهن للنساء البالغات من الأقارب والجيران.
    الطبيب ناب عاين جثة السيدة شو بوجود زوجها الذي ظل جالسا عند رأسها يبكي بحرقة. وقد تعجل الطبيب في فحص الجثة مراعاة لمشاعر الزوج الذي أبدى حزنا وجزعا كبيرا، كما أن الجثة بدت سليمة وخالية من أي جروح، باستثناء بعض البقع الداكنة التي لمحها الطبيب بصورة خاطفة على الجلد أسفل الذقن لكنه لم يستطع تبين ماهيتها، لأن محاولته أبعاد ياقة الفستان الطويلة لتفحص عنق الجثة أثارت غضب واستياء ادوارد إلى درجة أرعبت الطبيب ناب ودفعته إلى إنهاء عمله ومغادرة المنزل على عجل.
    أخبار موت زونا وصلت سريعا إلى مسامع والديها اللذان كانا يقطنان منزلا كبيرا في مزرعة تبعد عدة أميال خارج البلدة، والدتها السيدة ماري جين هيستر، علقت على خبر موتها قائلة : "لقد قام الشيطان بقتلها"، تقصد بذلك زوج أبنتها ادوارد، فالعلاقة بين الزوج وحماته لم تكن على ما يرام منذ اللحظة التي أخبرت فيها زونا والدتها بأنها ستتزوج من هذا الشاب الغريب القادم إلى البلدة مؤخرا والذي أعتاد الناس تسميته ادوارد. لم يكن احد في البلدة يعلم شيئا عن حياته السابقة، لكنه كان شابا لبقا ودمث الأخلاق وطد علاقته مع السكان بسرعة بعد أن وجد لنفسه عملا في محل الحدادة الوحيد في البلدة، وقد تعرفت زونا عليه خلال إحدى المناسبات فأعجبت به أيما أعجاب، وسرعان ما تزوج الاثنان خلال أسابيع قليلة فقط، وهو أمر لم يثر استغراب أحد، فزونا كانت تواقة للزواج من أي رجل، إذ كانت أما عزباء، أنجبت طفلة من علاقة غير شرعية، وهو أمر لم يكن مقبولا ولا مستساغا في ذلك الزمان، وكان سببا في غضب وحنق والدتها منها، فالسيدة هيستر كانت دائمة التشكيك في سلامة قرارات أبنتها، خصوصا قرارها الأخير بالزواج من رجل لا يعرفون عنه أي شيء.
    جثة السيدة شو دفنت في مقبرة البلدة، وخلال جنازتها أبدى زوجها تصرفات غريبة عدها البعض في غاية الرعونة، فيما بررها آخرون بحبه المفرط لزوجته الراحلة، فقد أصر على دفن زوجته بالثوب ذو الياقة الطويلة بدعوى كونه ثوبها المفضل، كما قام بتغطية وجهها ورقبتها بخمار أسود طويل ووضع وسادة تحت رأسها معللا تصرفه هذا بالحرص على راحة زوجته الميتة !. وكذلك أظهر حرصا بالغا على ملازمة الكفن خلال الجنازة مانعا أي شخص من الاقتراب من الجثة ومحاولة لمسها.
    بعد انتهاء الجنازة بأيام قليلة، أخرجت السيدة هيستر الملاءة التي كانت مفروشة تحت جثة أبنتها في التابوت وأرسلتها إلى ادوارد، لكنه لم يرغب فيها وأعادها إليها، ففكرت السيدة هيستر بالتبرع بها للفقراء، ولهذا الغرض ارتأت غسلها أولا، وقد حدث شيء غريب خلال الغسل، إذ تحول ماء الحوض إلى اللون الأحمر القاني بلون الدم لبرهة قصيرة قبل أن ينكشف ويعود إلى لونه الأصلي، وقد عدت السيدة هيستر هذا الأمر أشارة من العالم الآخر ودليلا قاطعا على أن ابنتها لم تمت بصورة طبيعية وإنما ماتت مقتولة.
    السيدة ماري هيستر .. والدة زونا
    لمدة أربعة أسابيع، ظلت السيدة هيستر تبتهل إلى الله في كل ليلة لكي يعيد أبنتها أليها للحظات قليلة فقط علها تخبرها عن حقيقة موتها، وفي الليلة التي تلت تلك الأسابيع الأربعة مباشرة، أوت السيدة هيستر إلى حجرة نومها باكرا، أغمضت عينيها واستغرقت في النوم والأحلام سريعا، وخلال الحلم شاهدت نورا باهرا يضيء سقف الحجرة، ثم أنجلى ذلك النور ورأت السيدة هيستر أبنتها زونا تقف عند حافة السرير. حاولت السيدة هيستر أن تنهض لتحتضن أبنتها، لكنها فقدت قدرتها تماما على الحركة والكلام، ظلت مسمرة في سريرها تبكي بحرقة وهي تنظر إلى أبنتها الحبيبة. زونا اقتربت من أمها وجلست عند رأسها في السرير، قبلتها على جبينها ثم مدت يدها الشاحبة لتكفكف دموعها بكل رقة وحنان، ثم راحت تحدثها عن مأساتها، أخبرتها بأن شخصية زوجها ادوارد تبدلت جذريا بعد زواجهما بأسابيع قليلة، اختفى ذلك الشاب المرح المؤدب بالتدريج وحل محله رجل قاس عديم الرحمة أخذ يضربها ويؤذيها لأتفه الأسباب، وفي ليلة مقتلها عاد ادوارد إلى البيت باكرا فقدمت له العشاء، وما أن تناول لقمة أو لقمتين حتى أنفجر غاضبا كالمجنون متهما إياها بأنها لم تضع له لحما كافيا في طبقه، هاجمها كالثور الهائج فأطبق يديه القويتين على رقبتها النحيلة وأعتصرها بكل قوته حتى سحقها تماما، وبعد أن تركها جثة هامدة عاد إلى المائدة مرة أخرى ليكمل عشاءه كأن شيئا لم يكن!.
    ولكي تثبت زونا لأمها بأن عنقها مكسورة فعلا، أدارت رأسها دورة كاملة حتى أصبح قفاها محل وجهها، ثم ظهر ذلك النور الباهر مجددا في السقف فأجبر وهجه السيدة هيستر على إغلاق عينها، وحين اختفى النور كانت زونا قد اختفت أيضا.
    لمدة أربعة ليالي شاهدت السيدة هيستر ذات الحلم، فأصبحت موقنة من موت أبنتها مقتولة، وعزمت على أن لا تدع القاتل يفلت من العقاب، توجهت إلى مكتب العمدة وأخبرته بحلمها، توسلته أن يقوم بفتح قضية أبنتها مجددا، وبغض النظر عن تصديق العمدة لقصة الحلم من عدمه، فقد وافق الرجل في النهاية على ذلك، خاصة وأن اغلب سكان البلدة كانت تروادهم شكوك قوية حول كيفية موت السيدة شو، كما أن الطبيب ناب أعترف للعمدة بأنه لم يجري فحصا كاملا للجثة، وهو الأمر الذي عده العمدة تقصيرا ونقصا فاضحا في سلامة الإجراءات القانونية المرتبطة بحالات الوفاة المشكوك فيها والتي تتطلب القيام بتشريح كامل. لذا تم تشكيل لجنة برئاسة الطبيب ناب لكي تستخرج جثة زونا من القبر ويتم فحصها وتشريحها مجددا بصورة كاملة.
    في 22 شباط / فبراير استخرجت جثة السيدة شو من القبر ونقلت إلى مدرسة قريبة لغرض الفحص والتشريح، ولحسن الحظ ساهمت برودة الشتاء القارصة في الحفاظ على الجثة سليمة لم تمس.
    التشريح لم يستغرق وقتا طويلا، إذ تكشفت أبعاد الجريمة المروعة بمجرد أن جردوا الجثة من ثيابها، فقد ظهرت بصمات الزوج مطبوعة بكل وضوح على الرقبة، وتبين بالتشريح بأن الحنجرة كانت مسحوقة تماما كما تعرضت الفقرات العنقية للكسر. وحال الانتهاء من التشريح القي القبض على السيد شو بتهمة قتل زوجته.
    صورة نادرة لادوارد مع زوجته
    تحقيقات الشرطة في ماضي السيد شو قادت للكشف عن بعض الأسرار الخطيرة التي حرص الرجل على إخفاءها، فزواجه مع زونا، والذي لم يدم سوى لثلاثة أشهر، لم يكن الأول في حياته، إذ سبق له الزواج مرتين قبل ذلك، زواجه الأول انتهى بالطلاق، وقد اتهمته زوجته الأولى بالقسوة المفرطة في تعامله معها، أما الزوجة الثانية فقد ماتت في ظروف غامضة بعد أقل من سنة على الزواج.
    العجيب أن السيد شو كان في غاية الانشراح خلال فترة احتجازه، كان يقول لرفاقه في الزنزانة بأن الشرطة لن تستطيع أثبات التهمة عليه أبدا، كما كان يحدثهم عن طموحه بالزواج من سبعة نساء خلال حياته، قائلا بأنه ما يزال شابا صغيرا وبإمكانه تحقيق حلمه بسهولة.
    في 22 حزيران / يونيو عام 1897 وقف السيد شو، وأسمه الحقيقي ايراسموس تروت شو، المشهور بادوارد، أمام المحكمة بتهمة قتل زوجته، وكانت حماته السيدة ماري جان هيستر هي الشاهدة الرئيسية في قضيته، وقد حاول محامي الدفاع استغلال قصة الحلم والشبح لإثبات عدم أهلية الشاهدة ولنقض القضية برمتها لأنها بنيت على حيثيات وأسس وهمية لا يمكن أثباتها، لكن السيدة شو لم تتراجع عن قصتها قيد أنملة، أصرت على أن ما شاهدته في الحلم هو حقيقة تدعمها الأدلة والبراهين ونتائج التشريح، ولم تلبث هذه الأم الثكلى أن كسبت تعاطف جميع الحضور، فانتهى قرار هيئة المحلفين إلى إعلان السيد شو مذنبا بتهمة القتل وحكم عليه القاضي بالسجن المؤبد. لكن هذه العقوبة لم تنل رضا سكان البلدة الناقمين، فحاول بعضهم تطبيق العدالة بنفسه، وتوجه جمع منهم نحو سجن البلدة وهم عازمون على أخراج السيد شو من زنزانته وشنقه وسط البلدة، لكن الشريف نجح في تهدئة الحشود الغاضبة وتم نقل السيد شو في اليوم التالي إلى احد السجون الكبيرة في ولاية فرجينيا الغربية حيث قضى هناك ثلاث سنوات قبل أن يموت فجأة جراء أصابته بمرض غامض، وقد تم دفنه في المقبرة اللصيقة لحائط السجن في قبر مجهول الهوية من دون شاهد.
    صورة قبر زونا واللوح التذكاري الذي يروي قصتها
    قصة السيدة شو كانت من أعجب وأغرب القضايا في ذلك الزمان، ولتخليد هذه القضية فقد وضعت سلطات ولاية فرجينيا الغربية شاهدا تذكاريا بالقرب من المقبرة التي دفنت فيها السيدة شو كتب عليه الآتي :
    "في المقبرة المجاورة دفنت زونا هيستر شو، وفاتها في عام 1897 سجلت على أنها طبيعية حتى ظهرت روحها لوالدتها لتصف لها كيف تعرضت للقتل على يد زوجها ادوارد. وقد أثبت التشريح حقيقة ما قالته. فوجد ادوارد مذنبا وتم الحكم عليه بالسجن. وهذه هي القضية الوحيدة المعروفة التي ساهمت فيها شهادة شبح في أثبات جريمة قتل".

    هل هناك تفسير منطقي لهذه القصة ؟

    كعادتنا في قصص من هذا النوع، نحاول أن نجد تفسيرا منطقيا للأحداث بدل الاعتماد كليا على التفسيرات الغيبية والماورائية، وأحداث قصتنا هذه، برغم كونها موثقة في سجلات حكومية رسمية، لم تنجو من التشكيك والانتقاد، فهناك من يرى بأن السيدة ماري هيستر كانت واثقة من أن أبنتها ماتت مقتولة منذ أول لحظة سمعت فيها خبر وفاتها، أي قبل قصة الحلم والشبح بقرابة الشهر، وجاءت قضية غسل الملاءة وتغير لون الماء لتجعلها أكثر يقينا حول النهاية المأساوية لأبنتها، وقضية الملاءة قابلة للتفسير، فادوارد كان حدادا، لذا لا عجب أن تكون الملاءة التي تغطي سرير نومه مشبعة بأكسيد الحديد، وهذا يفسر تغيير لون الماء وتكدره عند غسل الملاءة، لكن السيدة هيستر لم تفطن لهذه الحقيقة العلمية بالطبع، ولا يستبعد أن تكون لفقت عن قصد قصة الحلم بالكامل للإيقاع بزوج أبنتها بعد أن أيقنت بأنه القاتل، أو أن يكون الضغط النفسي الذي ولدته الشكوك والهواجس المتعلقة بطريقة موت أبنتها قد تراكم في عقلها الباطن إلى درجة الهذيان والوهم فجعلها تتخيل رؤية أبنتها والحديث معها.
    يبقى هناك لغز واحد، فحتى لو افترضنا جدلا بأن السيدة هيستر لفقت قصة الحلم بالكامل، وهو أمر لا أستبعده أنا شخصيا، لكن المحير في قصتها هو كيف علمت بأن أبنتها ماتت خنقا وبأن رقبتها كانت مكسورة ؟!.
    ما رأيك أنت عزيزي القارئ ؟ هل تصدق بحقيقة هذه القصة وهل تؤمن بأن الأموات ممكن فعلا أن يتصلوا بالأحياء عن طريق الأحلام ؟ هل مررت بتجربة مماثلة ؟ أم تراك تنكر إمكانية حدوث ذلك جملتا وتفصيلا ؟.
    على العموم لا تتعجل الرد، أنتظر الجزء الثاني من هذا المقال قبل أن تحكم على الأمر، لأني عازم على مواصلة إدهاشك بقصص يصعب تصديقها، لكنها حقيقية وموثقة، انتظرني قريبا مع قصة الممرضة التي عادت من العالم الآخر لتوقع بقاتلها، وكذلك قصة الأم المقتولة التي أرشدت الشرطة إلى مكان جثتها المفقودة!.

    المصادر :

    1 – تاريخ الأمم والملوك لمحمد بن جرير الطبري.
    2 – المنتظم لأبن الجوزي.
    3 – تفسير الأحلام لأبن سيرين.
    4 -  رؤية الميت في المنام - إسلام ويب - مركز الفتوى
    5 - Dreams about Dead People
    6- Spectral evidence
    7 - Greenbrier Ghost
    8 - The Ghost That Solved Its Own Murder
    9 - The Greenbrier Ghost
    هذه القصة نشرت لأول مرة بالعربية في موقع كـابوس بتاريخ 26 /11 /2011

    الاثنين، 17 مارس 2014

    عجائب الإعدام .. شنقوه ثلاث مرات ولم يموت!‏

    عجائب الإعدام .. شنقوه ثلاث مرات ولم يموت!‏


    في خمسينات القرن المنصرم قال طبيب العائلة لوالدي بأن جدتي المريضة لن تعيش لأكثر من ثلاثة أيام لكنها ‏رحمها الله عاشت خمسة وعشرين عاما أخرى في حين مات طبيبها قبلها بسنوات! مفارقة طريفة تدفعني أحيانا ‏للتساؤل عن السر والحكمة الكامنة وراء العديد من مفارقات الحياة. مثلا لماذا يختلف الناس من حيث الوسامة ‏والصحة والفقر والغنى .. الخ؟ وحتى في الموت يختلفون فترى آجالهم متباينة، صحيح إن الجميع يموتون في ‏النهاية، لكن هناك من يغادر الدنيا في عز قوته وعنفوان شبابه بينما هناك من يعيش حتى يتقوس ظهره ويرى ‏أحفاد أحفاده، وهناك أيضا من يموت أثناء نومه في فراشه الدافئ الوثير بدون علة واضحة في حين يتم شنق بطل ‏قصتنا ثلاث مرات من دون أن يموت .. أليست هذه مفارقة عجيبة!!.‏
    حون لي "الرجل الذي لم يستطيعوا شنقه"
    "يعلم الله إني بريء" قالها جون لي (John Lee ) بهدوء وبرود حسده عليه جميع الحاضرين في المحكمة بينما كان يخاطب القاضي الذي اصدر عليه للتو حكما بالإعدام شنقا. جريمته الغامضة وملابسات إعدامه المثيرة جعلت من قصته حديث الصحافة في انجلترا في نهاية القرن التاسع عشر، فمن هو جون لي يا ترى وما هي قصته العجيبة؟
    ولد عام 1864 في إحدى البلدات الصغيرة الواقعة إلى الجنوب من مدينة ديفون الانجليزية.
    خليج باباكومب حيث منزل الآنسة كيز
    في مراهقته تمكن جون بمساعدة أخته إليزابيث من الحصول على عمل كخادم في منزل فخم كبير يقع على شاطئ خليج باباكومب. إليزابيث كانت أختا غير شقيقة لجون من أمه وكانت تعمل كخادمة لدى مالكة المنزل الآنسة ايما كيز منذ فترة طويلة لذلك لم تمانع هذه الأخيرة في تعيين أخوها جون حين قدمته لها. الآنسة كيز كانت امرأة طيبة من علية القوم في نهاية عقدها السادس من العمر وتعيش لوحدها.
    عمل جون كان يتضمن العناية بالحديقة والإسطبلات. وإضافة إليه والى أخته إليزابيث كان هناك خادمتان أخريان في المنزل هما جان و اليزا نيك.
    في سن السادسة عشر ترك جون العمل لدى الآنسة كيز والتحق بالأسطول الملكي، لكن أيامه في البحرية لم تدم طويلا إذ سرعان ما تم الاستغناء عنه بسبب عدم انضباطه.
    عاد جون أدراجه إلى ديفون وعمل لعدة سنوات كخادم في عدد من فنادق المدينة لكنه كان يتعرض للطرد دائما بسبب يده الطويلة حتى انه أمضى عقوبة قصيرة في السجن بعد أن امسكوا به متلبسا بالسرقة.
    بعد أن تقطعت به السبل وفشل في جميع الوظائف التي عمل فيها عاد جون للعمل لدى الآنسة كيز في صيف عام 1884 بعد أن توسطت له أخته إليزابيث. هذه المرة كخادم وساقي. ومرة أخرى لم يستطع جون كبح جماح يده الطويلة فقام بسرقة بعض الحاجيات من منزل الآنسة كيز التي اكتشفت الأمر فعاقبته بقطع راتبه.
    بعد منتصف ليلة 15 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1884 تعرضت الآنسة كيز فجأة لهجوم شرس أثناء نزولها السلم من غرفة المطالعة إلى الطابق الأرضي، شخص ما ضربها على رأسها بواسطة قضيب معدني يستعمل لتقليب الرماد في الموقد، وهي وظيفة كان مناطة بجون، ثم أجهز القاتل على العجوز الطيبة بذبحها بواسطة سكين كبيرة كانت تستخدم لتهذيب الأغصان في حديقتها، وأخيرا رش الطابق الأرضي بالكيروسين وأشعل النار قبل أن يفر هاربا.
    الحريق في الطابق الأرض أدى إلى استيقاظ الخادمات، في هذه الأثناء هرول جون لي مسرعا نحو المنازل القريبة لطلب النجدة، العجيب هو أن جون اخبر الجيران عن موت السيدة كيز مع انه لم يكن قد رأى جثتها بعد!، ثم عاد مسرعا إلى المنزل الذي كانت النيران تضطرم داخله وقام بإنقاذ الخادمة جان التي كانت محاصرة في غرفتها بالطابق العلوي. أثناء إنقاذها انتبهت الخادمة إلى وجود جرح نازف على يد جون الذي زعم لاحقا أنه جرح يده أثناء كسره لزجاج نافذة الخادمة بينما كان يهم بإخراجها من الغرفة، لكن الشرطة توصلت فيما بعد إلى أن النافذة كسرت من الخارج وليس من الداخل، كما نفت الخادمة مشاهدتها لجون لي وهو يكسر زجاج نافذتها. إضافة إلى ذلك عثرت الشرطة على قنينة كيروسين فارغة عليها آثار دماء في غرفة جون الخاصة داخل المنزل.
    تصرفات جون المشبوهة ليلة مقتل الآنسة كيز والجرح الغامض على يده وكذلك شهادة بعض معارفه بأنهم سمعوه يهدد بقتل الآنسة كيز بسبب قطعها لراتبه، كل ذلك أدى إلى اتهامه بالقتل وتقديمه لمحاكمة سريعة لم تستغرق سوى أسبوعين اصدر القاضي في نهايتها حكما بإعدامه شنقا.
    كان في منتهى الهدوء في يوم اعدامه
    في صباح يوم 23 شباط / فبراير عام 1885 تم تقديم آخر وجبة طعام لجون في زنزانته ووقف السجانون متعجبون وهم يشاهدون جون يلتهم فطوره بشهية كبيرة وهو الذي ينتظر إعدامه بعد دقائق معدودة!. لم يكن جون خائفا أو مضطربا ذلك الصباح، مضى مع السجانين إلى غرفة الإعدام كأنه ذاهب إلى نزهة، لم يقاوم أو يصرخ كما يفعل الآخرون ولم يضطروا إلى سحله أو حمله قسرا إلى غرفة الإعدام، لم يفقد جون هدوءه وتماسكه حتى بعد أن لفوا حبل المشنقة حول عنقه.
    المشنقة كانت من النوع الذي يقف فيها المحكوم على بوابة معدنية ترتبط بطريقة آلية بقبضة خشبية طويلة يسحبها الجلاد فينفتح الباب نحو الأسفل ويهوي المحكوم عليه إلى غرفة تحت المنصة، في اغلب الأحيان كان المحكوم عليه يموت في الحال حين يصل حبل المشنقة إلى مداه فتلتف الانشوطة بقوة حول عنقه وتكسرها، أما سيء الحظ فقد لا تنكسر عنقه حين يهوي من المنصة فيظل يتخبط ويتلوى لعدة دقائق حتى يختنق تماما وتغادر الروح جسده.
    جون وقف فوق منصة المشنقة وبدا متماسكا وهادئا كأن الأمر لا يعنيه!. في تمام الساعة الثامنة صباحا قام الجلاد بسحب القبضة الخشبية التي تؤدي لفتح الباب السفلي لكن لشدة دهشة الرجل فأن جون ظل واقفا مكانه ولم يهوي نحو الأسفل!.
    قام الجلاد بأبعاد جون عن المشنقة ثم استدعى ميكانيكي السجن لمعرفة الخلل في الآلة. الميكانيكي كان متأكدا من سلامة الآلة لأنه قام بفحصها عدة مرات في اليوم السابق، ومع هذا قام بفحصها وتجربتها مجددا أمام الجميع وما أن سحب القبضة الخشبية حتى انفتح الباب السفلي على الفور، كرر الميكانيكي العملية عدة مرات حتى اطمئن الجلاد إلى أن الآلة تعمل بصورة جيدة فقام بإيقاف جون مجددا فوق الباب السفلي ولف حبل المشنقة حول عنقه، ومرة أخرى قام الجلاد بسحب القبضة الخشبية لكن جون ظل واقفا مكانه هذه المرة أيضا ولم يتزحزح قيد أنملة!.
    هذه المرة قام السجانون بإعادة جون إلى زنزانته ريثما يقوم ميكانيكي السجن بفحص المشنقة بصورة دقيقة لمعرفة مكامن الخلل فيها، هذه العملية استمرت لقرابة الساعة حتى تأكد الرجل بأن الآلة تعمل بصورة طبيعية وقاما بتجربتها عدة مرات.
    في الساعة التاسعة والنصف صباحا اصطحب السجانون جون من زنزانته إلى غرفة الإعدام للمرة الثانية، وتارة أخرى قام الجلاد بإيقاف جون فوق الباب السفلي ثم لف الحبل حول عنقه. هذه المرة تمهل الجلاد لبرهة قبل سحب القبضة الخشبية كأنه كان يخشى أن تفشل عملية الإعدام مجددا وهو ما حصل بالضبط عندما سحب الرجل القبضة إذ بقى جون واقفا مكانه بهدوء من دون أن يهوي إلى الأسفل!!.
    جميع من شاهدوا ما حدث ذلك اليوم أحسوا برعشة خفيفة تسري في أجسادهم، الجلاد ضرب جبهته بيده وكاد أن يفقد صوابه فيما تراجع السجانون إلى الوراء وهم ينظرون إلى وجوه بعضهم غير مصدقين ما يحدث.
    الضابط المكلف بمراقبة تنفيذ الإعدام رفض أن يقف جون على المشنقة مرة أخرى وأمر السجانين بإعادته إلى زنزانته ريثما يقوم بإخبار مدير السجن أولا بتفاصيل ما حدث في ذلك الصباح العجيب.
    مدير السجن حضر بنفسه إلى غرفة الإعدام واستمع إلى شهادة الجلاد والسجانين حول ما حدث ثم قام بنفسه بسحب القبضة الخشبية فأنفتح الباب السفلي للمشنقة على الفور. مدير السجن أمر بإيقاف الإعدام مؤقتا ريثما يكتب إلى مراجعه العليا في لندن شارحا لهم ما جرى بالتفصيل ومنتظرا تعليماتهم.
    وخلال أيام قليلة وصل الرد من لندن بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق جون لي وتخفيفه إلى عقوبة السجن المؤبد.
    منذ ذلك اليوم أصبح جون لي مشهورا في انجلترا بأسم "الرجل الذي لم يستطيعوا شنقه".
    من الصور النادرة لجون لي بعد تقدمه بالسن
    جون لي أمضى عشرون عاما في سجن بورتلاند قبل أن يطلق سراحه في عام 1907. حين خرج من السجن كانت قصته مع المشنقة قد طواها النسيان ولم تعد الصحافة تهتم لأمره كثيرا لذلك فالمعلومات حول ماذا جرى له بعد إطلاق سراحه متضاربة, لكن يبدو أن الرجل تزوج وعاش عمرا مديدا حتى عام 1945 حيث مات ودفن في قبر أصبح هو بحد ذاته لغزا إذ أن شاهد القبر يحتوي على تاريخ الولادة لكن تاريخ الوفاة ظل فارغا.
    قصة جون لي لم تنتهي بموته، لسنوات طويلة ثارت العديد من الأسئلة حول ما إذا كان هو قاتل الآنسة كيز الحقيقي؟ أو على الأقل كان يعلم من هو قاتلها؟.
    جون نفسه خلال محاكمته وسجنه وتنفيذ إعدامه وحتى أخر يوم في حياته كان يصر على براءته لكنه لم يفصح أبدا عن سر تصرفاته الغريبة في ليلة وقوع الجريمة. هناك من يعتقد أن جون هو القاتل فيما يرى فريق أخر ممن درسوا شخصيته وسيرته بأنه لم يقتل الآنسة كيز لكنه يعلم من هو القاتل، أصحاب الرأي الأخير زعموا أن القاتل الحقيقي كان شخصا يدعى ريجنالد تيمبلر كانت تربطه بإليزابيث أخت جون غير الشقيقة علاقة غير شرعية، ويبدو أن الآنسة كيز اكتشفت بطريقة ما هذه العلاقة الآثمة التي كانت تجري سرا داخل منزلها وهددت بفضحها لذلك قام السيد تيمبلر بقتلها بمساعدة إليزابيث و ربما جون أيضا.
    تيمبلر مات بعد عامين فقط على موت الآنسة كيز بسبب إصابته بمرض الزهري وقد قال معارفه عنه انه فقد صوابه في أعوامه الأخيرة، أما إليزابيث فقد أنجبت بعد عدة أشهر من الحادثة طفل سفاح لم تفصح أبدا من هو والده الحقيقي.
    في النهاية قد لا يعلم سوى الله من قتل الآنسة كيز، لكنك عزيزي القارئ ستتساءل حتما بفضول عن حقيقة ما جرى مع جون لي في غرفة الإعدام. البعض يعتقد بأن الذي أنقذ جون من الموت كان على الأرجح خللا أصاب عمل المشنقة، وان هذا الخلل كان يتكرر في كل مرة يقف فيها المحكوم على الباب السفلي للمشنقة، أي أن الخلل يحدث فقط عندما يكون هناك ثقل فوق الباب وحين يتنحى هذا الثقل فأن المشنقة كانت تعمل بشكل طبيعي.
    وهناك طبعا رأي أخر يعتقد أن نجاة جون من الموت كانت بفضل معجزة إلهية؟ فهدوء جون وسكينته في يوم إعدامه كانت تثير الدهشة كأنه كان على ثقة من نجاته.
    طبعا نحن متأكدين من قدرة الله على اجتراح المعجزات لكننا قد نتساءل عن سبب عدم تدخل العناية الإلهية في إنقاذ ملايين الأشخاص الأبرياء الذين اعدموا وقتلوا على طول التاريخ في حين تشمل بعطفها شاب متهور اشتهر بالسرقة!!.
    على العموم يقولون إن لله طرقا عجيبة وغريبة في إظهار حكمته ورحمته وقد تكون حادثة جون لي هي إحداها .. من يدري؟!.

    لم يتحمله حبل المشنقة!

    في كل مرة كان الحبل ينقطع!
    جوزيف صاموئيل (Joseph Samue ) كان لصا انجليزيا تم نفيه إلى حيث كان الانجليز يرسلون مجرميهم لقرابة قرنين من الزمان، أي إلى استراليا. هناك تمكن من الفرار من السجن وانضم إلى عصابة مسلحة ارتكبت العديد من الجرائم، إحدى تلك الجرائم كانت السطو على منزل سيدة وحيدة عام 1801، وقد حاول احد رجال الشرطة التدخل لإنقاذ السيدة من قبضة العصابة فأطلق احدهم النار عليه وارداه قتيلا في الحال. لاحقا قامت الشرطة بإلقاء القبض على جوزيف صاموئيل وحكم عليه بالإعدام على الرغم من إصراره على براءته من تهمة قتل الشرطي.
    في يوم تنفيذ الحكم تم إحضار جوزيف صاموئيل مع عدد أخر من السجناء إلى ساحة عامة لينفذ فيهم الإعدام أمام الجمهور. في ذلك الزمان كان الإعدام يتم عن طريق إيقاف المحكوم على عربة ثم يلفون حبل المشنقة حول عنقه ويسحبون العربة من تحت إقدامه فيتدلى المحكوم من المشنقة ويظل يتلوى لدقائق حتى يفارق الحياة.
    الجلاد قام بلف حبل المشنقة حول عنق جوزيف صاموئيل والمحكومين الآخرين ثم سحبت العربات من تحت أقدامهم فتدلوا يتخبطون ويتلوون، لكن جوزيف صاموئيل كان الوحيد الذي سقط أرضا بسبب انقطاع حبله وهو أمر أثار دهشة الجميع لأنه لم يحدث من قبل فحبل المشنقة كان متينا بإمكانه رفع طن من الوزن. الجلاد كرر العملية مرتين، وفي كل مرة كان حبل صاموئيل ينقطع ما أن تسحب العربة من تحت أقدامه.
    وبعد فشل المحاولة الثالثة أخذت الجماهير تصرخ مطالبة بالعفو عن صاموئيل مما حدا بالحاكم إلى إطلاق سراحه على الفور باعتبار أن نجاته من الموت ثلاث مرات هي إشارة ربانية على براءته من جريمة القتل.

    الناجي الوحيد من الكرسي الكهربائي

    ويلي فرانسس في غلاف احد الكتب عنه
    ويلي فرانسيس (Willie Francis ) شاب اسود فقير اتهم عام 1945 بقتل الصيدلاني الذي كان يعمل عنده. جريمة ويلي شابتها الكثير من الشكوك وعلى الأرجح كان الشاب بريء منها تماما، لكن ربما تكون بشرته السوداء هي التي أدت إلى إدانته في النهاية والحكم عليه بالإعدام بواسطة الكرسي الكهربائي بعد محاكمة قصيرة لم تستغرق سوى يومان.
    في 3 أيار / مايو عام 1946 خطى ويلي فرانسس بأقدام مرتجفة إلى داخل غرفة الإعدام في سجن ولاية لويزيانا الأمريكية، اجلسوا الشاب على الكرسي الكهربائي ثم ربطوا معصميه وقدميه وغطوا رأسه بقناع جلدي. الشهود الذين حضروا عملية الإعدام توقعوا للشاب موتا مؤلما وسريعا، لكن لشدة دهشتهم فأن ويلي لم يمت حتى بعد مرور عدة دقائق من توصيل الكهرباء إلى كرسي الموت. شهود العيان قالوا إن ويلي اخذ يتوسل ويصرخ قائلا: "اخلعوه عني ..اخلعوه عني .. دعوني أتنفس" قاصدا الغطاء الجلدي الذي يغطي وجهه ثم أردف قائلا بصوت متهدج "أنا لا أموت! .. أنا لا أموت!".
    اضطر الحراس أخيرا إلى إيقاف عملية الإعدام ونقلوا ويلي إلى المستشفى. وفي الحقيقة كانت هذه هي المرة الأولى –والأخيرة- التي يخفق فيها الكرسي الكهربائي في قتل شخص ما، وقد تبين لاحقا أن سبب عدم موت ويلي هو وصلات الأسلاك الخاطئة التي قام بربطها احد الحراس الجدد الذي كان يفتقر إلى الخبرة.
    لكن رغم نجاته من الموت وتقدمه بالتماس للحصول على العفو، إلا أن حكومة لويزيانا أصرت على تنفيذ حكم الإعدام بويلي مرة أخرى في 9 أيار / مايو عام 1947 .. وهذه المرة لم يستطع ويلي الإفلات من الموت على الكرسي الكهربائي.

    لم يعثروا على وريده!

    اعلى اليمين صورة روميل بروم الى جوارها صورة الفتاة التي قتلها والى الاسفل صورة منضدة الاعدام
    روميل بروم (Romell Broom ) مجرم أمريكي متهم بالعديد من قضايا الاختطاف والاغتصاب لمراهقين من الجنسين. تمت محاكمته عام 1984 بتهمة اغتصاب وقتل مراهقة في الرابعة عشر من العمر تدعى ترينا ميدليتون كان روميل قد اختطفها أثناء عودتها إلى منزلها من ملعب الكرة. وبعد محاكمات ماراثونية استغرقت سنوات طويلة  تم الحكم على رومل بالإعدام بواسطة الحقن بالمواد كيميائية.
    في 15 أيلول / سبتمبر عام 2009 دخل روميل بروم إلى غرفة الإعدام في سجن ولاية أوهايو الأمريكية، ولأول مرة في تاريخ الإعدام بواسطة الحقن فشل طاقم الإعدام في العثور على وريد مناسب في جسد المحكوم لحقنه بالعقاقير المميتة.
    محامي روميل قال للصحفيين لاحقا :"إن فريق الإعدام حاول ولعدة ساعات، العثور على أي وريد في جسم موكله لحقنه بالجرعة القاتلة دون طائل. وأضاف: "من الواضح أن الجهود قائمة منذ حوالي الساعتين، وأن فريق الإعدام يأخذ الآن قسطاً من الراحة".
    في النهاية لم يستطع طاقم الإعدام العثور على وريد في جسد روميل وتم تأجيل إعدامه وقد لا ينفذ الحكم فيه أبدا.
    هذه القصة نشرت لأول مرة بالعربية في موقع مملكة الخوف بتاريخ 21 /04 /2010